ترى المصادر ان فشل القوى السياسية بالاتفاق على رئيس جديد للحكومة ليس دليلا على قصور هؤلاء وعدم اهليتهم فقط، بل هو دليل إلى ان لا اتفاق دوليا واقليميا حول هذا الموضوع، وان حصر التسوية بتشكيل حكومة لا يرضي طرفا من الاطراف لذلك فإن ما يحصل هو حلقة متصلة.
وتقول المصادر ان اول مؤشرات تلاشي التسوية كان انسحاب الرئيس نبيه بري من دوره كوسيط، اذ من المتوقع ان تكون “انتينات” عين التينة قد شعرت بأن الحراك السياسي في لبنان لا يترافق مع قرار دولي بحل الازمة اللبنانية، وان الفشل سيكون مصير مساعي بري لذلك انسحب منها.
كذلك، وبحسب المصادر، فإن تلويح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعدم زيارته لبنان لا يعود بشكل حقيقي الى فشل القوى السياسية اللبنانية بتشكيل حكومة، بل يعود السبب نفسه الذي ادى الى فشلهم هذا، اذ من المرجح ان يكون الاميركيون قد سحبوا تكليفهم من الفرنسيين ولم يتجاوبوا معهم في بعض المطالب، وهذا قد يعد من اكثر المؤشرات خطورة.
اما المؤشر الثالث فهو اعلان الرئيس سعد الحريري عدم رغبته بأن يكون رئيسا للحكومة، علما انه كان جزءا من المفاوضات الجارية وكان يضع الشروط وتوضع عليه الشروط، لكن على ما يبدو فإن الحريري وجد ان المملكة العربية السعودية ليست مستعدة لاعطائه اي غطاء اقليمي ووجد ايضاً ان فرنسا لم تقم بأي ضغط على الرياض بهذا الشأن ما يوحي بأن ما كان يهيء للتسوية انتهى بسرعة، فقرر الجلوس جانباً.
وتعتقد المصادر ان التسريبات التي تصدر عن مصرف لبنان وحاكمه، والتي توحي بأن رفع الدعم بات قريباً هي في الواقع جزء من مؤشرات التصعيد، اذ ان الحديث عن تعميق الازمة الاقتصادية يتناقض مع اي مؤشرات تسووية، واي انفتاح دولي على لبنان.