ارانب الاكمام.. استعمالات غب الطلب

28 أغسطس 2020
ارانب الاكمام.. استعمالات غب الطلب

كتبت ريما ايعالي لـ”لبنان24″: يشهد لبنان في الفترة الاخيرة اضطرابات عشوائية متنقلة، تتوزع ما بين اشكالات فردية كحوادث القتل العمد. وقد تأخذ في بعض الاحيان بُعداً سياسياً وطائفياً، كما حصل في خلدة، ليل امس، وتفلت السلاح كحادثة كفتون، الاسبوع الماضي، ما يعود بنا الى ذاكرة الحرب التي استباحت كل الحرمات.

 

ماذا يحدث؟؟ سؤال يطرحه كل لبناني اليوم وسط ذهول كبير

 

ثورة، انهيار اقتصادي، افلاس المصارف، ارتفاع الدولار، الكورونا، اقفال البلاد، انفجار المرفأ وتدمير بيروت، تفلت عام بكل المقاييس..

 

كل ما يخطر على بال اللبناني اليوم هو كيف يهرب من هذا الجحيم؟ وهذا ما تؤكده مؤشرات طلبات الهجرة في السفارات الاجنبية..

 

ماذا ينتظر لبنان في الفترة القادمة.. هل سنشهد عملية تهجير ممنهج ؟؟ تغيير ديموغرافي؟؟ واعادة رسم خريطة جديدة على غرار ما يحدث في العراق وسوريا.. كل الاحتمالات واردة..

 

من المستفيد من هذه الصورة القاتمة للبنان ومن تهجير اهله؟؟ وهل سيسمح الغرب بذلك؟؟

 

ان كل ما تقدم يعود بنا الى نقطة واحدة وهي ان الساحة اللبنانية الداخلية تشهد فائض قوة لمكوّن على حساب الآخرين، الذي كلما سُدت الطرق في وجهه، يُخرج ارنباً من الكم، لالهاء الناس به لكن هذه المرة هو يخلط الاوراق، ليعيد توزيعها بما يتناسب مع المستجدات الاقليمية والدولية، وبوصاية على حلفائه الذين يؤمنون له غطاءً مسيحياً يستطيع فيه ضبط حالة الهيجان العام.

 

بعد انفجار 4 آب، واستقالة حكومة الرئيس حسان دياب، سيناريوهات عديدة تدور في الكواليس، ما يضع لبنان المأزوم اصلاً على فوهة بركان لا تنطفئ نيرانه. فما قبل الانفجار ليس كما بعده..

 

هناك سيناريوهان محتملان لـ”حزب الله“:

 

    السيناريو الاول: بعد زيارة الرئيس ايمانويل ماكرون حدث نوع من التقارب بينه وبين الحزب لم يفصح عن نتائجه، ولم تحدد معالمه خلوة الدقائق الخمسة، التي من الممكن ان تحمل معنى تسوية إقليمية، تهدف إلى خروج “حزب الله” من سوريا والمنطقة وعودته إلى لبنان بدور سياسي أكبر، وموافقته على ملف ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، حيث يخوض لبنان نزاعا مع إسرائيل على منطقة في البحر المتوسط، تبلغ نحو 860 كم مربع، تعرف بالبلوك رقم 9، وهي منطقة غنية بالنفط والغاز، مع الاحتفاظ بسلاحه ضمناً. واستبعاد حزب الله لفرضية الصاروخ الاسرائيلي الذي ضرب مرفأ بيروت، يضعه في احتمالية القبول بتسوية ما، ولكنها تبدو مرحلة عض الاصابع.

 

  السيناريو الثاني:  التخويف بالمنظمات الاصولية، “داعش” والخلايا الارهابية النائمة، وحالة الفلتان الامني. للضغط التصاعدي وتقوية موقف الحزب، بعد عدد الخيبات الكبيرة، التي مني بها مؤخراً،  كتحميله مسؤولية وجود خزائن الاسلحة ونيترات الامونيوم في مرفأ بيروت. بصرف النظر عن صحة هذا الكلام او لا. وذلك لامتصاص غضب الشارع، وشرعنة سلاحه اللاشرعي لحماية لبنان

 

  اذن هو يعمد إلى خلط الأوراق وخلق أزمة جديدة لصرف النظر عن أزمة تحاصره، وهذا ذر للرماد في العيون، وادارة الازمة بازمة اكبر.

 

 انّ الحكم في لبنان لن يستقيم اذا بقي ميزان القوى غير متوازن.. وهذا ما خبرناه منذ عام 1840 الى اليوم مرة بعد مرة،  واذا لم يحصل اتفاق على صيغة تُشعر جميع المكونات اللبنانية انها متساوية في الوطن، كما جاء في اتفاق الطائف، سوف ندخل زمن المواجهات، ونؤكد للعالم مرة اخرى، اننا لم نتعظ من تاريخنا الطويل.