ساد هدوء حذر منطقة خلدة غداة الاشتباكات الحادة التي اندلعت أمس على خلفية تعليق لافتة عاشورائية في البلدة، ما أدى إلى سقوط قتيلين وعدد من الجرحى، في وقت ألقى الجيش القبض على أربعة أشخاص متورطين في الاشكال، فيما يجري العمل على توقيف الباقين.
وسط هذه الأجواء المشحونة، ودعت خلدة الشاب حسن زاهر غصن، إبن الـ 14 ربيعا من عرب خلدة الذي سقط في الاشكال الذي انتهى باتصالات قام بها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بين تيار المستقبل وحزب الله.
وعلم أن لدى وصول الجثمان الى حي العرب اطلقت الاعيرة النارية، ثم أدخل الى جامع خلدة حيث صلي عليه في حضور عدد من مشايخ العشائر العربية وحشد من الاهالي وسكان المنطقة. وبعد انتهاء التشييع ووري الجثمان في الثرى في مدافن العائلة في خلدة.
وأشارت معلومات صحافية إلى أن اثناء اطلاق النار في الهواء خلال التشييع، اطلقت بضع طلقات في اتجاه “سنتر شبلي” حيث وقع الاشكال امس، فيما عمل الجيش على ضبط الوضع.
وبعد أن ووري غصن في الثرى في حضور ممثلين عن زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، ورئيس الحزب الديموقراطي النائب طلال إرسلان، وعن دار الفتوى، تحدث الشيخ رياض ضاهر أبو زيدان باسم العشائر في لبنان. وأكد أن “لا يمكن المساومة على دماء أولادنا، مشددا على “أننا لا نأتمر من أحد وإن كانت اتصالات حصلت مع سياسيين لتهدئة الوضع”.
وأعلن الشيخ أبو زيدان أن “لا يمكن أن نقبل بما حصل، ويجب وضع حد له”، منبها إلى أننا “لا يمكن أن نقبل بالتهدئة إلا إذا سلم المطلوبون وتأكدنا أن المتسببين بالاشكال، ومن بينهم علي شبلي وعائلته، ممنوعون من الدخول إلى منطقة خلدة”.
والى ذلك، مثّل عضو كتلة “المستقبل” النائب محمد سليمان الرئيس سعد الحريري في تشييع عمر غصن، الذي استشهد أمس في إشكال خلدة.
وألقى سليمان كلمة قال فيها: “باسم دولة الرئيس سعد الحريري وباسمي شخصيا وباسم كل العشائر، أقدم واجب العزاء بالشهيد عمر غصن متمنيا للجرحى الشفاء العاجل. ونقول إن مصابكم مصابنا وعزاءكم عزاؤنا، أنتم أهلنا و كرامتنا من كرامتكم. نحن لن نسمح لأحد بأن يجرنا إلى الفتنة ولن نسمح لأحد بأن يعتدي علينا”.
وأشار إلى أنه “والرئيس سعد الحريري، ومنذ بداية الأشكال، يتابعان لحظة بلحظة الأحداث ويتم التنسيق مع المشايخ والوجهاء والمسؤولين لحماية المنطقة وردع المعتدين”، وقال: “نحن تحت سقف القانون ومع الدولة، ولكن مع الدولة العادلة التي تحاسب المعتدين ومثيري الفتن المتنقلة”.
وتوجه إلى العشائر بالقول: “نحن لسنا ضعفاء، بل أقوياء بالحق، ومعكم وأقوياء بوحدتنا، وكانت وستبقى العشائر العربية كلمتها واحدة وموقفها واحد”.
بيان الجيش: ميدانيا، وغداة الاشكال، أصدرت قيادة الجيش بيانا أوضحت فيه ملابسات الحادثة، فأشارت إلى أن ” إشكالا وقع في منطقة خلدة قرب سوبر ماركت رمال بين أشخاص من عرب خلدة وعدد من سكان المنطقة على خلفية رفع راية لمناسبة عاشوراء، وما لبث أن تطور إلى إطلاق نار من أسلحة رشاشة وقذائف من نوع آر بي جي ما أدى إلى سقوط قتيلين وعدد من الجرحى.
وعلى الفور، تدخلت وحدات الجيش الموجودة في المنطقة لضبط الوضع وإعادة الهدوء، وتم اتخاذ إجراءات أمنية مكثفة واستقدام تعزيزات عسكرية وتسيير دوريات مؤللة.
وعلى خلفية الاشكال أوقف الجيش أربعة أشخاص بينهم اثنان من الجنسية السورية، وتجري ملاحقة باقي المتورطين في الاشكال لتوقيفهم.
على صعيد آخر، أعادت وحدات الجيش فتح الطرق التي تم إقفالها في مناطق خلدة والناعمة وقصقص والحيصة – عكار”.
عشائر عرب خلدة: بدورها، أصدرت “عشائر عرب خلدة” بيانا، أشارت فيه إلى أن “في أسوأ الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية التي يمر فيها لبنان، وبعد تفجير عاصمته بيروت ومرفئها، وفيما نحن في أمس حاجة إلى تكاتف و تضامن لتأكيد حيادية لبنان ونأيه عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية”، أقدم عناصر من حزب الله على ارتكاب مجزرة آثمة في حق مجموعة من شباب عرب خلدة، وذلك بإطلاق النار عليهم أثناء تجمعهم في حيهم (حي العرب)، ما أدى إلى استشهاد شابين وجرح عدد آخر، ما دفع بشباب العشائر العربية مكرهين إلى الدفاع عن كرامتهم ورد هذا الإعتداء عنهم”.
وأكدت أنها “كانت ولا تزال وستبقى متجذرة في خلدة و في كل لبنان منذ مئات السنين، فإنها في الوقت نفسه تعتبر نفسها مكونا أساسيا في المجتمع اللبناني، وداعما تاريخيا لدولة القانون والمؤسسات والجيش اللبناني، وهذا ما يفسر حرصها الدائم على السلم الأهلي في لبنان ما دام الأمر لا ينتقص من كرامتها”.
واستنكرت “هذا الإعتداء الغاشم الذي أصابها على أيدي الظلاميين”، واضعة “هذا الحادث في عهدة الجيش والقضاء”، طالبة “توقيف المرتكبين القتلة المعروفين بالإسم من القاصي والداني، وعليه سوف يكون للحديث صلة”.