وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المطربة فيروز بأنها “جميلة وقوية للغاية” بعد لقاء بينهما جاء بعد قليل من وصوله إلى بيروت، أمس الاثنين.
لقاء استمر ساعة وربع الساعة، منحها خلاله ماكرون وسام جوقة الشرف الفرنسي وهو أعلى تكريم رسمي في فرنسا، واهدته هي بدورها لوحة فنية.
ويزور ماكرون العاصمة اللبنانية للمرة الثانية خلال أقل من شهر، كي يحث السياسيين على تشكيل حكومة مؤلفة من خبراء قادرة على القضاء على الفساد والهدر والإهمال وإعادة البناء، بعد الانفجار المدمر الذي شهده مرفأ بيروت في أغسطس الماضي، وأودى بحياة 190 شخصا.
وفيروز، 85 عاما، أيقونة الغناء اللبناني، وإحدى أشهر الفنانات في العالم العربي، ويجسد صوتها “دراما لبنان” من أوج ازدهاره، مرورا بصراعاته، وحتى أحدث صدمة تعرض لها.
وقال الرئيس الفرنسي في بث تلفزيوني عقب اللقاء “قطعت التزاما لها، مثلما أقطع التزاما لكم هنا الليلة بأن أبذل كل شيء حتى تطبق إصلاحات ويحصل لبنان على ما هو أفضل. أعدكم بأنني لن أترككم”، بحسب ما أوردت “رويترز“.
ووصف ماكرون فيروز بأنها “جميلة وقوية للغاية”، وقال “تحدثت معها عن كل ما تمثله بالنسبة لي عن لبنان نحبه وينتظره الكثير منا.. عن الحنين الذي ينتابنا”.
وعندما سئل عن أغنيته المفضلة لفيروز أجاب بأنها “لبيروت” التي كانت تذيعها القنوات المحلية، بينما كانت تعرض صورا للانفجار وتبعاته.
ونادرا ما تتحدث فيروز لوسائل الإعلام، رغم إذاعة أغنياتها عبر موجات الأثير من الرباط وحتى بغداد.
وفي واحدة من أشهر أغنياتها تقول فيروز “حبيتك بالصيف!! حبيتك بالشتى!!” وهي أغنية طرحت قبل دخول لبنان في أتون حرب أهلية استمرت بين عامي 1975 و1990، وهي فترة كان لبنان لا يزال فيها مشهورا بلقب “سويسرا الشرق الأوسط”، حيث كان يجتذب مشاهير هوليوود إلى مطاعمه وشواطئه البديعة.
وقال ماكرون للصحفيين عقب وصوله إنه مع احتفال لبنان بمئويته، فإن ثمة فرصة سانحة “للسعي وتعلم الدروس والتطلع إلى المستقبل“.
ونالت فيروز إعجاب رؤساء فرنسيين آخرين. فقد منحها الرئيس فرانسوا ميتران وسام قائد الفنون والآداب عام 1988 ومنحها الرئيس جاك شيراك وسام فارس جوقة الشرف عام 1998.
وكان أول ظهور لفيروز، التي ولدت باسم نُهاد حداد، على تلفزيون أوروبي عام 1975 في برنامج فرنسي. وفي عام 1979، تضمنت أغنيتها “إلى باريس!” كلمات تقول فيها “يا فرنسا شو بقلن لأهلك عن وطني الجريح”؟
وخلال الحرب الأهلية قامت فيروز بجولة في الخارج، وأحيت حفلا غنائيا واحدا فقط في لبنان على خشبة مسرح بين شطري بيروت التي كانت مقسمة بسبب الحرب آنذاك.