ماكرون يلعب دور”الشارع” بمراقبة اداء السلطة: 3 أشهر للاصلاح وإلا!

2 سبتمبر 2020
ماكرون يلعب دور”الشارع” بمراقبة اداء السلطة: 3 أشهر للاصلاح وإلا!

رضي الشارع ام لم يرض، بات مصطفى أديب رئيسا للحكومة بتسوية محلية شارك فيها اهل السلطة والمعارضة المفترضة، فرضها راع دولي هو الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

ولأن الثورة لا تملك الادوات القانونية والدستورية لفرض حكومتها، ولان القوى السياسية ليست في وارد الانصات الى ما يريده الشعب ولا في وارد تنفيذ مطالبه، متذرعة بسكوراتها النيابية، فإن الحكومة العتيدة باتت في حكم الامر السياسي الواقع.

من هنا، الى اين؟ الحكومة “ستنتزع” فترة سماح كما كل الحكومات السابقة، مدّتها 3 أشهر، سيتعين عليها خلالها، اثبات جديتها في الانقاذ والاصلاح…  لكن بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، فإن الحكومة في خلال هذه الفترة لن تكون “سارحة وداشرة” على سجيّتها، كما كانت الحال مع حكومة “حسان دياب”، بل ستتحرّك تحت مجهر الرئيس الفرنسي شخصيا، الذي سيراقب من كثب، كيفية عملها ومقاربتها للملفات الساخنة والدسمة الكثيرة التي عليها متابعتها.

على اي حال، فإن المعلومات تتقاطع عند التأكيد ان باريس حددت أجندة عمل “حكومة المهمة”، ورسمت لها الخطوط العريضة التي يجب ان تركّز عليها، من اعادة الاعمار الى الاصلاحات في الطاقة والكهرباء الى التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان وصولا الى الانخراط جديا في مفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

واذ تعتبر ان سرعة تأليف الحكومة وكيفية مقاربة الاحزاب لحقائبها ومدى تمسكها بهذه الوزارة او تلك، ستشكل العنوان الذي يساعد في قراءة “مكتوب” الحكومة العتيدة، فإن المصادر تشير الى ان فشلها في ملاقاة التطلعات الفرنسية لن يكون سهلا هذه المرة.

فقد كشف الرئيس الفرنسي لمجلة “Politico” الاميركية اليوم، ان “لأشهر الثلاثة المقبلة أساسية للتغيير الحقيقي في لبنان، وإذا لم يحدث ذلك فسأغيّر مساري وسنحجب خطة الإنقاذ المالية ونفرض عقوبات على الطبقة الحاكمة”.

“العصا” التي يرفعها سيد الاليزيه، تدل بحسب المصادر، الى انه يحاول هو اليوم، لعب دور “الشارع المنتفض” وتدل ايضا الى انه يسعى الى ان يكون صوته، علما ان الناس شعروا بخيبة أمل كبيرة بعد ان عاد الرئيس الفرنسي الى لبنان مؤيدا حكومة تدعمها القوى السياسية المحلية التي يعتبرون “فاسدة”.

فهل سيتمكن أديب من النجاح حيث فشل دياب؟ هل سيتمكن فعلا من التحرر من سلطة من أوصلوه الى السراي، ومن الشروع في ورشة اصلاح وانقاذ حقيقية، ومن معارضة المشاريع التي يصر عليها هؤلاء ويتمسكون بها ؟ ام انه سيساير ويهادن ويغرق في تشكيل اللجان واللجان الفرعية، على صورة سلفه؟ الايام المقبلة ستحمل الجواب، تتابع المصادر، لكن الاكيد في السيناريو الثاني، ان الغطاء الذي يحظى به أديب اليوم، سيُرفع عنه سريعا، ولن تسقط حكومته فقط تحت وطأة الشارع الذي فرضت عليه، بل بتعريتها فرنسيا ودوليا ايضا.

لكن الخشية كبيرة والحالة هذه، من ان يكون الوقت الذي حرقته هذه الحكومة، مكلفا كثيرا، للشعب اللبناني الذي ما عاد يحتمل، كما ان الخوف كبير ايضا من ان تكون التسوية الفرنسية، عوّمت الطبقة السياسية كلّها ومدّتها بجرعة اوكسيجن “ثمينة” كانت تتعطش اليها منذ 17 تشرين الماضي.

المصدر المركزية