إنطلاق عملية تشكيل الحكومة.. ملائكة ماكرون في مواجهة الشيطان اللبناني!

3 سبتمبر 2020آخر تحديث :
إنطلاق عملية تشكيل الحكومة.. ملائكة ماكرون في مواجهة الشيطان اللبناني!

كتب غسان ريفي في “سفير الشمال“: حتى الآن ما تزال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ترخي بظلالها الايجابية على لبنان، وهي إنعكست أمس على الاستشارات النيابية غير الملزمة التي أجراها الرئيس المكلف مصطفى أديب في عين التينة، والتي أظهرت تعففا سياسيا من كل التيارات والأحزاب، وزهدا بالحصص الوزارية.

 

بعد يوم طويل من الاستشارات النيابية حول تشكيل الحكومة يمكن تسجيل الملاحظات التالية:

 

أولا: الإنعكاس الايجابي للقاء قصر الصنوبر الذي جمع رؤساء التيارات والأحزاب مع الرئيس الفرنسي ماكرون على الاستشارات التي لم تشهد أخذا وردا وشروطا وشروطا مضادة، خصوصا أن أوراق العمل التي جرى تقديمها في اللقاء حول الرؤى الاصلاحية والانقاذية كانت أشبه بمسودة للبيان الوزاري، كما أن الالتزام أمام ماكرون بتسهيل عملية تأليف حكومة إختصاصيين خلال 15 يوما، دفع الجميع الى عدم تكبيل الرئيس المكلف بأية مطالب على صعيد المقاعد والحقائب.

 

ثانيا: عودة القوات اللبنانية الى الحظيرة السياسية بمشاركتها في الاستشارات بالرغم من إعلان عدم رغبتها بالمشاركة في الحكومة، لكن ذلك لم يمنع من تناغم واضح بينها وبين الرئيس المكلف حول تشكيل حكومة مستقلة حيادية.

 

ثالثا: التوافق الضمني على المهام المنوطة بالحكومة لجهة البدء بالاصلاحات، ومعالجة تداعيات إنفجار المرفأ، ومواجهة وباء كورونا، وإجراء التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان، وترحيل كل الملفات الخلافية الى ما بعد الزيارة الثالثة التي سيقوم بها ماكرون في كانون الأول المقبل للاطلاع على ما تم إنجازه بهذا الصدد.

 

رابعا: تعاطي الرئيس المكلف مع عملية التأليف بكثير من الشفافية، لا سيما لجهة الوقوف على مسافة واحدة من الجميع وفق قاعدة “ظلم في السوية عدل في الرعية”، والتأكيد أمام بعض النواب أمس بأنه جاء من أجل مهمة إنقاذية فإما أن يتم تسهيل هذه المهمة في تأليف حكومة حيادية فاعلة وقادرة، تضم وزراء على شاكلته ليكونوا فريق عمل منسجم، وإما سيترك “الشقى على من بقى” ويغادر، كونه لا يريد الفشل ولن يسمح لأحد بتفشيله.

 

خامسا: بدا من خلال الاستشارات وما سبقها أن توجيهات الرئيس ماكرون جعلت الأكثرية الساحقة من النواب يتحدثون بلغة واحدة، باستثناء قلة قليلة تنقسم الى فئتين واحدة تعتبر أن كل ما يجري اليوم معلب وأن “ما كُتب قد كُتب” وأن الاستشارات عبارة عن مجرد فولكلور، والثانية تعمل على إحراج ما يُعرف بالقوى السيادية بسؤالها عن موقفها من التدخل الفرنسي في أدق تفاصيل الشؤون اللبنانية، لكن ذلك لم يؤثر على التوافق الواضح على تلبية الرغبات الفرنسية بالاسراع في التأليف والبدء بتنفيذ المهام الموكلة لحكومة مصطفى أديب.

 

إختتمت الاستشارات النيابية غير الملزمة أمس، ومن المفترض أن ينطلق الرئيس المكلف إعتبارا من اليوم في عملية تسمية الوزراء وإسقاط أسمائهم على الحقائب، حيث تشير المعلومات الى أن الحكومة ستكون مصغرة من 14 الى 16 وزيرا.. فهل ستبقى ملائكة ماكرون الفرنسية حاضرة لتثبّت التيارات السياسية على تعففها وزهدها، أم أن الشيطان اللبناني سيكون له كلام آخر؟!.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.