فيروز التي لم تتلوث بأي خط سياسي أو شعارات سياسية ولم تتلون

3 سبتمبر 2020آخر تحديث :
فيروز التي لم تتلوث بأي خط سياسي أو شعارات سياسية ولم تتلون

تحت عنوان “فيروز التي لم تتلوث بأي خط سياسي أو شعارات سياسية ولم تتلون”، كتب النائب الاردني السابق المهندس سليم البطاينه ، ما يلي: 

“أعلى تكريم وأعلى وسام تمّ منحه إلى السيدة فيروز من الرئيس الفرنسي ماكرون اثناء زيارته الأخيرة إلى بيروت، إنّه وسام جوقة الشرف الفرنسي. فيروز التي لم تدعم خطاً سياسياً ولم تتلوث بشعارات الأحزاب والشلل اللبنانية ، فخلال الحرب اللبنانية ( ١٩٧٥-١٩٩٠) رفضت ان تُجر إلى خصومات سياسية أو دينية. فعلى مدى عقود شكلت أغانيها جسراً بين اللبنانيين خصوصاً اثناء الحرب الأهلية. فالفن والغناء بالنسبة لها على انه صلاة. فقد قال عنها حليم الرومي أنّ اللسان البشري حتى الصدئ منه يمسي فيروز اللون. 
سيدة راقية في إنسانيتها وفنها الذي يُحاكي تاريخها. ففي صمتها الان تركتنا للبرد بأغانيها القديمة تُدفُئنا فصوتها يطير بنا ويُحلق في رومانسيات تجاوزت ماديات الازمنة الثقيلة. فباتت فيروز هي صوت الراحة الوحيد في زمن الانحطاط العربي. فنحن بحاجة إلى صوتها الدافىء يومياً لانها تُعبر عن حالات الإنسانية المتصارعة والمُمتلئة املا في الغد القادم.
فأجمل ما كتبته اللبنانية كلوديا مرشليان عن فيروز. يا شوفة حالنا ويا رافعة راسنا ويا الباقي من جمالنا يا فيروز فانتي ناطورة مفاتيحنا وعطر ليلنا . فيروز التي رفضت ان تُغني لأي زعيم عربي مهما كانت مكانته. وصفت بالقاب عديدة منها جارة القمر وأسطورة العرب وسيدة الصباح وصوت الأوطان، ففيروز أصالة لا تنمحي عبر الزمن.
فيروز هي الأغنية التي تنسى ان تكبر فصوتها نسيج من وحدة الشرق والغرب وهي رسالة حب من كوكب اخر. فقد غنت لمُودُننا الضائعة وارواحنا المنكسرة فهي شريان للحياة لم تُعكره الصراعات العربية ولا الهزائم المتتالية وبقيت تُغني وسط الفوضى. غنت للقدس (لأجلك يا مدينة الصلاة اصلي) هذه الأغنية لم يسمعها احد الا وبكى. فقد أعطت لفلسطين اكثر ما أعطى ثوارها. وغنت أيضا ً لمكة ويافا والإسكندرية ولعمّان، والأردن قد منحها جلالة المرحوم الحسين بن طلال ثلاثة أوسمة”.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.