وقال: “تعتبر فرنسا نفسها انها كانت غائبة عن لعب دورها التقليدي في لبنان، والرئيس ايمانويل ماكرون ملم بالعلاقة التاريخية للبلدين، ويعتبر ان الملعب الطبيعي لاستعادة الدور الفرنسي الجيو استراتيجي في المنطقة هو لبنان، لذلك “طحش” في الملف اللبناني من دون التنسيق بالتفاصيل مع الجانب الاميركي، وهناك تمايز بين الجانبين الفرنسي والاميركي في مقاربة موضوع حزب الله”.
ورأى ان “كل من اعتبر أن زيارة الرئيس ماكرون تشكل إنتقاصا للسيادة اللبنانية، كان بإمكانه ألا يشارك في اجتماع قصر الصنوبر؛ ولمن يعتبر ان كلام الرئيس ماكرون لا يحترم السيادة اللبنانية، كان بمقدوره أن ينسحب من اللقاء”.
وحيا ابي رميا رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب “الذي عمل وفريق عمله على تنفيذ اجندة وطنية”، وقال: “كانوا يستأهلون فرصة اكبر، انما شاءت الظروف ان يدفعوا ثمن تراكمات المراحل السابقة والاحداث التي تتالت”.
وتابع: “فرنسا لم تتدخل بإختيار أسماء المرشحين المحتملين لتولي رئاسة الحكومة، إنما رؤساء الحكومات السابقين هم وراء إختيار الاسماء، ولا سيما الرئيس الحريري”، لافتا الى ان “السعودية نأت بنفسها عن السياسة اللبنانية لأنها في حالة كباش قائم مع المحور الإيراني، وتعتبر انه طالما “حزب الله” له نفوذ داخل السلطة اللبنانية فهي لن تعط تغطية سياسية لاحد”.
وعن تشكيل الحكومة، أكد ابي رميا انها “ستتشكل بين شخصين وفقا لاحكام الدستور هما رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف مصطفى اديب، مع استمزاج آراء الكتل النيابية”، وقال: “هناك توجه لدى الرئيس المكلف لتشكيل حكومة مصغرة مؤلفة من فريق عمل متجانس”.
وشدد ابي رميا على ان “التيار الوطني الحر” سيسهل عمل الحكومة إلى أقصى حد”، وقال: “المهم بالنسبة لنا تشكيل حكومة منتجة وفاعلة، كما أستبعد رؤية المماحكات السياسية المعتادة نظرا لوجود “عداد فرنسي” يضغط على الافرقاء السياسيين، وفي حال وجود عرقلات مفتعلة سيكون هناك كلام اخر”.
وتمنى ان “تكون حكومة الرئيس مصطفى أديب حكومة “الاصلاحات”، خصوصا وان القوى السياسية تعهدت أمام الرئيس ماكرون بالسير بالإصلاحات البنيوية المطلوبة وبمهلة زمنية محددة، ومع بدء تنفيذ هذه الإصلاحات ستعمل فرنسا على إعادة تجييش المجتمع الدولي لمساعدة لبنان والوقوف إلى جانبه”.
واعتبر ابي رميا ان “4 آب 2020 نقطة مفصلية بالوجدان اللبناني، وما حصل فاجعة ضربت عاصمتنا بيروت وضربت عائلات من خلال فقدان أهلها وأقربائها، وحطمت العاصمة خلال 15 ثانية، هذا ما لم تستطع الحرب الاهلية فعله على مدى 15 سنة، ضميرنا وعقلنا وقلبنا مع أهالي شهداء الاهمال الذي ارتكبه عدد من المسؤولين بحق المواطنين”.
وأشار الى ان “هناك تضامنا دوليا مع لبنان، والبابا دعا للصلاة لاجل لبنان، والعالم كله سيصلي للبنان”، وقال: “انطلاقا من مبدئي عن فصل السلطات، أنتظر نتائج التحقيقات والاحكام لأعلق عليها. وطالبت من اليوم للانفجار الاستماع إلى رؤساء الحكومات السابقين ووزارء الاشغال والمال والوزارات المعنيين بالملف، ورأينا بالامس انه تم الاستماع إلى الرئيس المستقيل حسان دياب، ومن المفترض ان يتم الاستماع إلى رؤساء حكومات سابقين”.
وتمنى ابي رميا ان “نصل إلى نتيجة سرعة في التحقيق، نحن نريد الحقيقة كاملة، وسنكون بالمرصاد لأي خلل قد يطال التحقيق ويشوه الحقيقة”.
ورأى ان “نظام التراضي و”الفيتوات المتبادلة” الذي أنتجه “إتفاق الطائف” عقيم وأثبت فشله، ونظامنا السياسي بحاجة الى تطوير، وأطالب بقيام الدولة العلمانية وهذا الهدف هو في صلب الميثاق التأسيسي لحزب “التيار الوطني الحر”، مع العلم انه علينا تحضير المجتمع اللبناني ممارسة وذهنية للوصول الى هذا الهدف عبر مراحل انتقالية”.
وختم قائلا: “أؤيد مشروع الحياد الذي طرحه غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، إنما يجب أن تتأمن شروط وظروف نجاحه كي لا يتحول إلى مشروع خلافي جديد بين اللبنانيين”.