وفي حين كان «الهلع» سيّد الموقف بين أهالي بيروت وضواحيها، خصوصاً أنّهم لم يتمكنوا بعد من لملمة جراحهم جرّاء إنفجار الرابع من آب، وضع شباب إطفاء بيروت والدفاع المدني أنفسهم للمرّة الثانية وجهاً لوجه مع الخطر لحماية بيروت وأهلها، فواجهوا التعب وجابهوا قوّة الحرارة وقساوة المشهد وتحدّوا الخوف ووقفوا خطّ دفاع أوّل لحماية العاصمة، «فهذا عملنا وواجبنا، لا يمكننا أن نقف متفرجين أمام النيران المشتعلة ونتركها»، يقول ابو موسى، مؤكّداً انّ «ما حققناه أمس الأوّل هو إنجاز، فالحريق كان بالامكان أن يمتدّ على مدى 48 ساعة، أو كما يحصل في بعض البلدان، حيث لا تُعرّض حياة الناس للخطر لإنقاذ بضائع مصيرها الإشتعال».
وفي حين لم يخف أبو موسى أنّه وفي طريقهم الى مكان الحريق «إستذكرنا أصدقاءنا الذين سقطوا شهداء في الرابع من آب وفي المكان نفسه»، الاّ أنهم ولدى وصولهم الى المرفأ وضعوا نصب أعينهم هدفاً واحداً هو إطفاء الحريق، وتجنيب بيروت كارثة جديدة، بغضّ النظر عن الامور ألاخرى، فلم يكن بإمكاننا ترك سكّان بيروت يتنشّقون سموم هذا الحريق، خصوصاً كبار السنّ والأطفال».
وعن المشكلات التي واجهت عناصر الاطفاء، قال أبو موسى: «إبتكرنا حلولاً سريعة كسحب المياه من البحر، بمؤازرة من طوافات الجيش، وتمّت الاستعانة بالصهاريج التي وصلت لدعمنا».
أمّا عن المشكلات التي تواجههم يومياً، خصوصاً أنّ مهام الدفاع المدني متواصلة منذ أكثر من شهر مع بداية «موسم» الحرائق، فأشار ابو موسى الى «مشكلة إنقطاع المياه وصعوبة تأمينها لسيارات الاطفاء، اضافة الى نقص كبير في المعدات ومنها «مآخذ مياه»، وهذه المشكلة عمرها سنوات ولم يتمّ حلّها بعد». لقراءة المقال كاملاً إضغط هنا.