وقد حاول التيّار الوطني الحر استباق التظاهرة باللجوء إلى الشارع للدفاع عن رئيس الجمهورية، وهو واقعٌ يعتزم عون استخدامه لتدعيم موقفه من مسألة تشكيل الحكومة. إذ تكرّر أوساط عون أنه، “شريكٌ أساسيٌ في اتّخاذ قرار تشكيلها، وليس ساعي بريدٍ تأتيه التشكيلة ناجزة”، وهو ما سيُبقي بالتالي شدّ الحبال مفتوحاً حول عملية التأليف، خصوصاً مع تمسّك الثنائي الشيعي بحقيبة المالية بشكلٍ حاسم، وهو ما لم تفلح محاولتا الرئيس سعد الحريري، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في ثني الرئيس نبيه بري عنه.
وتشير معلومات “الأنباء” إلى أن المساعي المبذولة مع الرئيس المكلّف مصطفى أديب، للتريّث في تقديم تشكيلته الحكومية يوم الإثنين لم تُفلح بعد، فهو مصرّ على تشكيلها مصغرةً مع مداورةٍ في الحقائب. وعليه فإنه من المتوقّع أن يرفضها عون، فتكون إما أمام خيار اعتذار أديب، والعودة إلى مربع الاستشارات، أو اعتكافه وبالتالي بقاء حكومة حسان دياب في مهام تصريف الأعمال.
بعض المتفائلين يعتبر أن عون سيوقّع التشكيلة بحال رفعها أديب، لكي لا يظهر بمظهر المعرقِل للمبادرة الفرنسية، وهو الأمر الذي قد يمهّد له جبران باسيل في مؤتمرٍ صحافيٍ اليوم الأحد، تاركاً الموقف من الثقة بالحكومة غامضاً، على أنه في حال تضمّنت التشكيلة الحكومية منحَ وزارة المال لشخصيةٍ شيعية يوافق عليها الثنائي الشيعي، فإن الحكومة قد تمرّ في المجلس النيابي، وإلّا فلن تنجح بالحصول على الثقة البرلمانية، وهو ما يعني في مختلف الخيارات المرجّحة أن البلاد ذاهبةٌ أكثر فأكثر نحو اضمحلال الدولة.
وعن إمكانية تأخير إعلان التشكيلة، لفتَ هاشم إلى أن، “الحكومات السابقة تأخرت أشهراً، ولا يمكن اليوم التذرّع بالتأخير لتجاوز أمرٍ أساسيٍ في البلد”.
أمّا في ما خصّ العقوبات الأميركية، فاعتبر هاشم أنه، “إذا كان الهدف من أسلوب التهديد والوعيد التراجع عن المبادئ فالكتلة عند ثوابتها، والعقوبات لن ترهبنا أو تثنينا عن مطالبتنا بالوزارة المذكورة”.
ورداً على سؤالٍ حول الاجتماع الذي عُقد بين برّي والحريري، فضّل هاشم انتظار ما سيرشح عن الاجتماع من معلوماتٍ للبناء على الشيء مقتضاه، وهو موقفٌ شاطره فيه عضو كتلة “المستقبل”، النائب عاصم عراجي.