كارثة إجتماعية جديدة على الأبواب

14 سبتمبر 2020
كارثة إجتماعية جديدة على الأبواب

كتبت مريم مجدولين لحام في “نداء الوطن” إستطاعت حكومة تصريف الإهمال في لبنان أن تُحقّق المطلوب منها حتّى الساعة، من إدخال البلاد في متاهة الحلول السطحية للمشاكل المتراكمة والإصطفاف خلف محاور “إضاعة الوقت”، للنقاش في قضايا جانبية وما يتبعها من عجز عن الإنجازات الفعلية. وفي وقت أحيل فيه المدير العام للجمارك بدري ضاهر والمدير السابق شفيق مرعي إلى المستشفى في تهريبة صحّية حماية لهما من عوارض انخفاض ضغطيهما معاً بأعجوبة، يطلق آلاف المساجين وأهاليهم صرخات استغاثة فيما يتفشى وباء “كورونا” بينهم ويُنبئ بكارثة إجتماعية جديدة!

“إيلي كيروز، حسين حرب، سيمون دنيا، محمد طليس، يوسف سليمان، عبد الكريم، محسن سليمان، ميشال عبدلله، داني القاضي، محمد حسن، وائل الفليطي، ربيع الحاج علي، خالد الحجيري، مصطفى سليمان…” هي أسماء المرضى اليوم، بحسب أحد مساجين مبنى المحكومين “ب”، أما في مبنى “دال” فلم تُجر الفحوص حتى الساعة، وسط هلع كبير بين المسجونين والأهالي و”تطنيش” حكومي فاضح.

عقاب لا يتناسب والجرم

متمسّكون بأمل جدّي بالإفراج عن أبنائهم وذويهم بذريعة “كورونا”، يحاول أهالي السجناء اليوم الضغط مُجدّداً في سبيل الحصول على العفو لأقاربهم، آملين ألّا يقتصر الأمر هذه المرة على إشغال الإعلام والرأي العام بالقضية عدّة أيام فقط.

ولـ”نداء الوطن” تقول وداد ناصرالدين: “لا يستحقّ أخي أحمد عقاب الموت، كل ما اتُّهم به كان تهمة بسرقة مبلغ من أحد أقاربنا، وصدر حكم ببراءته في بيروت لكنّه ما زال محتجزاً لأنّ معاملات إخلاءات السبيل لم تُوقّع حتّى اليوم بحجّة عدم حضور القضاة بسبب “كورونا”…! وحتّى لو افترضنا أن ّسجناء تهم السرقات غير أبرياء، ألا يحقّ لهم عقاب يتناسب مع ما ارتكبوه وليس الموت؟ بات السجن عقاباً جائراً وغير متناسبٍ مع الجرائم المرتكبة بصراحة، مثلاً كان من المفترض أن يحتجز أخي في عدالة تصحيحية لكن منذ أن دخل السجن وهو يقضي وقتاً في الجحيم”.

وتابعت ناصر الدين: “ما السجن الا صورة مُصغّرة عن الدولة الفاشلة. من حقّ أي مواطن مُتّهم أو حتّى مجرم أن يُعاقَب بعقاب مُماثل للضرر الذي قام به! هناك مساجين بقضايا حوادث سير، فهل من العدل حقّاً الحكم عليهم بـ”كورونا”. ولذا، نظّم عدد من سجناء رومية وقفة داخل السجن، رفعوا خلالها لافتة كُتب عليها: “كورونا داخل السجن… أنقذونا”، هم يعترفون أنّهم أخطأوا لكن هل تبيح أخطاؤهم دماءهم؟ جلّ ما نطلبه هو العدل”.

رسالة ناصرالدين، هي واحدة من عشرات الإتّصالات التي وردت إلى “نداء الوطن” من السجناء وأهاليهم، وسط إفادات عن تفشي الفيروس على الأقلّ في أربعة مراكز مُكتظّة تغيب عنها أدنى متطلّبات الرعاية والنظافة والتعقيم.

وبحسب الفيديوات والشهادات التي جمعتها “نداء الوطن” من السجناء وأهاليهم، فإنّ السلطات في السجون “لم تبذل جهداً كافياً من أجل الوقاية من احتمال تفشّي الوباء بين المساجين، ولم تتّخذ أي تدابير خاصة لحماية كبار السن او الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة تجعلهم أكثر عرضة للخطر ولم تتّخذ الإجراءات المناسبة لمنع انتشار الفيروس، مثل توفير كمّيات أكبر من الصابون ومعقّم اليدين أو توزيع القفّازات والكمّامات على المحتجزين. كما قال أحد الآباء أنه “فقد الإتصال بإبنه بعدما أخبره أنه يشكو من ألم في مفاصله وعظامه وأنّ حرارته كانت مرتفعة ولم يتلقّ أي مُسكِّن للألم، وأنّه وبسبب الإكتظاظ “يشكّ أن كلّ من خالط ابنه من المؤكد انه مريض لكن لن تظهر المشكلة الا بعد حوالى الأسبوع، غير أنّ معظمهم ينام على الأرض وبطريقة متلاصقة ببعضهم البعض بسبب نقص الأسرّة، وأنّه لا يُمكن تطبيق التباعد الإجتماعي في هذه الظروف السيئة”.

لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا