أيقظ التيار الوطني الحرّ وحزب القوات اللبنانية مشاهد الاقتتال المسيحي الداخلي الذي انتهى قبل 30 عاماً.
وقع إشكال كبير بين مناصرين للقوات وآخرين للتيار الوطني الحر أمام المقرّ المركزي للتيار في ميرنا شالوحي (سنّ الفيل).
وعمد حرس المقرّ إلى إطلاق نار كثيف في الهواء لإبعاد أنصار القوات، قبل أن تتدخّل قوّة من الجيش وتفصل بين الطرفين.
فتمّ إبعاد القواتيين باتجاه الطريق العام في سن الفيل، وانتشرت العناصر الأمنية على مدخل المركز الحزبي، وسط حال توتّر شديد شهدتها المنطقة.
وفي تفاصيل ما حصل، كان القواتيون ينظّمون موكباً سياراً في ذكرى اغتيال رئيس الجمهورية بشير الجميّل.
ولدى مرور الموكب في منطقة سنّ الفيل، حصلت استفزازات متبادلة بين الطرفين تطوّر إلى إشكال.
واللافت أنّ لجوء عناصر الحراسة على إطلاق النار استمرّ رغم انتشار الجيش في المكان وفصله بين الطرفين.
وبحسب الرواية العونية، التي قدّمها مستشار رئيس التيار الوطني الحر، منصور فاضل، “حضر مناصرو القوات إلى المقرّ العام وبدأوا بإطلاق الشتائم، وهذا يعتبر هجوماً ممنهجاً من القواتيين”، مؤكداً على أنه “نحن أطلقنا النار في الهواء لمنع الهجوم على المركز”.
أما الرواية القواتية، فأشار فيها الوزير السابق ريشار قيومجيان إلى أنّ “مواكب القوات اللبنانية جالت اليوم في بيروت وفي كل المناطق في ذكرى اغتيال الرئيس بشير الجميل، ولم يحصل أي شيء، إلا أنه عند مرّ أحد المواكب في ميرنا الشالوحي تعرّضنا لإطلاق نار، وهم كانوا خائفين لسبب غير مفهوم، وشعروا بالاستفزاز، وعمدوا إلى إطلاق النار”.
كما اعتبر قيومجيان أنّ “للتيار الوطني الحرّ ممارسات قمعية ممنهجة، فكما حاولوا قبل يومين قمع الناشطين على طريق قصر بعبدا، يحاولون الآن قمع موكب ذكرى بشير الجمّيل”.