يعمل الفرنسيون بشكل واضح على ادارة الرغبة الاميركية وتحقيق اهداف مشتركة مع واشنطن، وان بأشكال وطرق مختلفة، أقله هذا ما يعتقده “حزب الله”، وبالتالي فإن الذوبان في المبادرة الفرنسية ليس مرغوباً لدى الحزب بل يعتبر ان كل ما قد تطلبه باريس هو بمكان ما تمهيد للمطالب السياسية.
وترى المصادر أن باسيل، ومن خلفه رئيس الجمهورية وجدا في المبادرة الفرنسية، بل في اصل التدخل الفرنسي بارقة أمل تحقق أمرين، الاول فك الحصار السياسي عن العهد، وتحديدا الاوروبي، والثاني إمكانية احداث خرق في جدار الازمة الاقتصادية والمالية ووضعها على طريق الحل في عهد الرئيس عون.
سار “التيار” ورئيسه من اجل تسهيل المبادرة الفرنسية محاولا الظهور بمظهر غير المعرقل والساعي الى انجاح ودعم الدور الفرنسي في لبنان، لكن عند اول خلاف بين الفرنسيين و”حزب الله”، او الاصح عند اول سوء ادارة للتواصل بين الطرفين وجد باسيل نفسه عاجزاً عن الاختيار.
وترى المصادر ان باسيل في كلمته الاخيرة قام بما يشبه اطلاق قنابل الدخان كي لا يتحدث بموقف واضح، اذ اكد على موقفه التقليدي المؤيد للمداورة، وفي الوقت نفسه سعى الى التصويب على رئيس الحكومة الذي يعمل بالتوافق مع الفرنسيين.
وتشير المصادر الى ان باسيل يعرف ان الذهاب الى خلاف مع “حزب الله” يفقده بشكل كبير آخر حليف له في لبنان ويجعله مكشوفا تماما امام خصومه وحتى امام الحراك الشعبي، وعليه فهو عاجز عن فك تحالفه بالحزب.
في المقابل، ووفق المصادر فإن باسيل ليس راغباً ولا بأي شكل من الاشكال ان يضع نفسه في مواجهة الفرنسيين، اذ يرى انهم خشبة الخلاص الوحيدة التي قد تنقذه من العقوبات الاميركية.. هكذا بات باسيل غير قادر بشكل حاسم على القيام بخطوات سياسية واضحة في ظل المبادرة الفرنسية، فهو مرتاب من العقوبات التي بدأت تطال حلفاء الحزب وفي الوقت نفسه غير قادر على تركه.