واشار في حديث لاذاعة “الشرق” الى ان “نزول التيار السبت الماضي الى بعبدا والحدت والحازمية واعتداءه بالضرب والاهانات على اي من المارة الذين اعتبر انهم يستفزوه يعكس نية لافتعال مشكلة، ولا علاقة للقوات بذلك بتاتا، والتذرع باستفزاز مزعوم لا يبرر إطلاق النار”.
وشدد على “ضرورة الخروج من طرح الامور من باب ثنائية “التيار” و”القوات”، واردف: “هناك محاولة للسلطة التي تقدم اداء فاشلا في الحكم لإغراق الجميع في ظل غياب الرؤية لديها والقدرة على تحمل اي مسؤولية، وفي مقدمها مسؤولية انفجار المرفأ، وتدمير بيروت. انها تسعى الى جر الجميع الى القعر الذي لا تستطيع الخروج منه كي تقاسمهم الفشل ولن نسمح بذلك”.
اضاف: “لم يحصل أي استفزاز ولا يمكن التذرع بذلك لتبرير إطلاق النار في الهواء. لا يمكن الاستخفاف بإطلاق النار الذي قد يودي بحياة الناس. لذا نطالب القوى الأمنية والقضاء بكشف ملابسات الحادث. إن نضع الضارب والمضروب بالخانة نفسها ونحملهم المسؤولية نفسها، نضرب كل منظومة القيم والاخلاق والقضاء القانون”.
كما اشار الى “ان من لا يزال يعاني من أحقاد الماضي ويعيش في الماضي فهذه مشكلته، مؤكدا “نحن كقوات لبنانية غير معنيين بل نصب جهودنا لبناء مستقبل لبنان. همنا ان الدولار لامس الـ10 الاف ليرة، ان بيروت دمرت، ان الشريان الحيوي اي المرفأ ضرب ولا نسعى للدخول في أي كباشات أو سجالات عقيمة مع اي طرف”.
واعرب بو عاصي عن ان “القوات” ملوعة من قلة الضمير والمحاصصة وعدم الاهتمام بواقع الناس الاقتصادي والمعيشي، وتوقف عند المسعى الفرنسي قائلا: “خارطة الطريق الفرنسية التي حملها معه الرئيس الفرنسي ايمانوال ماكرون تصلح لوقف النزف في لبنان واعادة العجلة الاقتصادية بفاعلية واجراء الاصلاحات. لقد أصبحت خارطة لبنانية بعد موافقة الأفرقاء السياسيين عليها”.
واعتبر ان ” لضمان نجاح خارطة الطريق التي تدعمها “القوات” نحن بحاجة لتشكيل حكومة، واستطرد: “نحن لم نسم مصطفى أديب وهذا خيارنا وحقنا، ولكننا نشجعه على تأليف حكومة اختصاصيين مستقلين يتمتعون بالنزاهة والكفاءة. ان كانت كذلك مع مداورة بالحقائب، فتوجهنا هو لدعمها لأن الامر ابعد من مصلحة حزبية بل هناك مصلحة وطنية عليا”.
كما لفت الى “ان المفاجئ ان من سموا اديب يعرقلونه اليوم، أكان الثنائي الشيعي أو تيار رئيس الجمهورية بمحاصصة وكباش على الحقائب كوزارة المال او الطاقة، مشيرا الى ان “اسخف ما في المحاصصة انها تأتي ممن يدعون العلمانية، ويطالبون بالدولة المدنية ويدخلون في اصغر تفاصيل الاعتبارات الطائفية. هذا يهدد بالاطاحة بالعملية الدستورية والمساعي الانقاذية والاقتصادية والمالية”.
ردا على سؤال عن اللقاءات التي يعقدها رئيس الجمهورية للتشاور في تأليف الحكومة، اجاب: “المشاورات اليوم في قصر بعبدا هي تجاوز للاعراف، اما الدستور فلا ينص ايجابا او سلبا عنها. هذه المشاورات تشبه الدعوات السابقة وهدفها إضاعة الوقت وتوزيع الفشل، فيما المسؤولية تقع على المسؤول في وقت المطلوب هو تحقيق نتائج ملموسة وكل شيء خارج هذا الإطار إمعان في نحر الشعب اللبناني”.
واعلن ان “القوات” بلغت الجانب الفرنسي الذي تتواصل معه بشكل دائم أنها لا تريد شيئا من الحكومة إلا نجاحها بخارطة الطريق وان تكون مكوناتها من اهل الاختصاص المستقلين”.
تابع: “ان لم تصل المبادرة الى خواتيمها، إما يقفل ماكرون الملف ويقول “دبروا حالكن” ونستمر بالانهيار المتواصل منذ سنوات وخصوصا في اخر 4 سنوات، وحينها سنكون امام كارثة اقتصادية كبرى. اما الاحتمال الثاني فهو ان يقول ماكرون انا خائف من تحول لبنان لشعب بلا دولة كالصومال، لقد وثقت بكم لكنكم لم تفوا بوعدكم لي. حينها يحملهم المسؤولية ويدعوهم الى الاستعداد لردات فعل قاسية جدا. فرئيس فرنسا الدولة العظمى ليس مضطرا ان يدفع من رصيده ويفشل في مسعاه بسبب كذبهم وتخاذلهم”.
واعتبر بو عاصي “ان لبنان محكم بالإعدام إذا استمر انخراطه في الصراعات الإقليمية بسبب جزء من اللبنانيين الذين يشرعون الابواب للخارج واردف: “كاننا لم نتعظ من تجربتنا جميعا بالاستقواء بالخارج والثمن الكبير الذي دفعناه. هذا امر مستمر وتحديدا مع الثنائي الشيعي كأكبر مكون لديه ارتباطات خارجية. لذا دعوة البطريرك الراعي للحياد هي الخلاص”.
وردا على سؤال، اجاب: “لا يحق للرئيس نبيه بري ان يحدد ما هو ميثاقي او غير ميثاقي. الميثاقية بتعريفها هي عقد فكري وثقافي وسياسي بين طرفين على الأقل، لذا ليس بإمكان طرف لوحده تحديد مفاهيم الميثاقية”.
كما حذر من “ان اعتماد الثنائي على منطق اما تقومون بما نطلبه او تحملوا الفشل هو منطق آخذي الرهائن والخاطفين الذين يقدمون حين يسعى احدهم الى تحرير الرهائن الى قتلهم وتحميل المحررين المسؤولية وهذا منطق لا يجوز”.
وتعليقا على حادثة البداوي، قال بو عاصي: “انحني اجلالا امام شهداء الجيش اللبناني وآخرهم الاربعة الذين سقطوا في الشمال امس، وامام تضحياتهم وصلابتهم وارادتهم بحماية المجتمع والناس والوطن”.
وتوقف عند ظاهرة الخلايا النائمة موضحا ” هذه الظاهرة غزت العالم بكل أسف في السنوات الماضية. قبل “داعش” كان هناك “النصرة” وقبلها “القاعدة”. كما كان هناك مجموعات ارهابية تعمل منفصلة كذئاب وحيدة”.
واكد بو عاصي “ان مواجهة هذه الظاهرة يتطلب أولا جمع الكثير من المعلومات وتعاونا كبيرا بين الاجهزة الامنية والمخابرتية كافة، وثانيا ضربهم بقوة، مضيفا “اعتذر مسبقا عن التعبير – ومع حرصي على البعد الانساني – يجب ابادتهم. فلا شفقة ولا رحمة مع هذه المجموعات ذات التفكير المعتور والمقاربة المشوهة لحرية وكرامة الانسان”.