ووفق مصادر متابعة، فإن الراعي يعمل منذ طرحه مسألة الحياد على تحييد المسيحيين عن الصراعات الاقليمية والدولية الملتهبة في المنطقة، ساعياً الى تصوير مشكلته مع “حزب الله” أمام المجتمع الدولي منفصلة عن علاقة الغرب بالمجتمع اللبناني.
وترى المصادر ان الراعي والمؤسسة الكنسية بشكل أعم يستشعران خطراً حقيقياً على المسيحيين جراء الازمات الحاصلة في لبنان، وما عزز هذه الهواجس جملة التحذيرات من ان الانهيار القادم سيكون أشدّ عنفاً في حال فشل المبادرة الفرنسية، لذلك فإن الراعي يبدو مستمراً بإظهار الخصومة تجاه “حزب الله” في محاولة للنأي بنفسه عن مواقف الأخير التفصيلية والاستراتيجية.
لكن المصادر تؤكد بأن “حزب الله” يرى تصعيد البطريرك الراعي من زاويته الخاصة، إذ يعتبر أن خطابه عالي السقف، بحسب المصادر، هو قرار بعزل الطائفة الشيعية و”حزب الله” على وجه التحديد على اعتبار ان كل الضغوطات السياسية والأمنية في سائر الملفات الاقتصادية والمالية هي أداء ممنهج يهدف الى ضربه شعبياً من خلال التأثير على بيئته الحاضنة لإجباره على تقديم تنازلات في عدة ملفات أساسية ومختلفة من بينها الحدود البحرية والسلاح الدقيق بالإضافة الى حجم النفوذ في المنطقة.
وتلفت المصادر الى أن “حزب الله” يرى في ما يحصل جزءا كبيرا من الحصار الاميركي خصوصاً بعد فشل الحراك الشعبي في تحقيق اهداف مرتبطة ببيئة الحزب الشيعية، فكان الخيار الثاني هو إضعافه على المستوى الوطني عبر ضرب حلفائه وإنهاكهم وجعل “الشيعة” منعزلين عن النسيج الوطني اللبناني.
وتقول المصادر ان الحزب متيقّظ للتصويب الاعلامي باتجاهه من قبل المحطات المعادية للمقاومة والمحايدة عادة تجاه البيئة المسيحية بهدف تشويه صورة الحزب لديها وشيطنته في بعض الاحيان، الامر الذي قد يؤدي الى ترهّل الحواضن غير الشيعية لـ “حزب الله”، وبالتالي جعله حزباً طائفياً منعزلاً لبنانيا ما قد يشكل في هذه المرحلة، ووفق نظرة الحزب، بديلاً مؤقتاً عن الهجوم السياسي الذي يستهدف البيئة الشيعية.