لا يغيّر في الأمر أنّ رئيس الجمهورية قد “حسَب” لفرقاء الأزمة القائمة تمسّكهم بالمبادرة الفرنسية وحرصهم على تشكيل الحكومة العتيدة، لكن ما ورد في كلام الرئيس، الذي يجري تقديمه على انّه «مبادرة رئاسية» للحل، هو في حقيقة الأمر ضربة مباشرة للمبادرة الفرنسية، او بمعنى ملطّف، تجاوز لتلك المبادرة، العالقة بين اللعبة السياسية الداخلية التي يصرّ البعض على الاستمرار فيها، وفق قواعد منتهية الصلاحية، وبين التعقيدات الخارجية، التي لم يستطع لبنان تجاوزها، برغم تكرار السرديات الكلامية المغايرة، ومن بينها الزعم بأنّ الحلول في ظلّ “العهد القوي” يجب أن تكون “صُنع في لبنان”.
لا شك في أنّ المبادرة الفرنسية اليوم قد باتت في مأزق حقيقي، لا بل يمكن القول إنّها باتت في حالة موت سريري، لن يُخرجها منه سوى معجزة صعبة، أو مجرد صدمات كهربائية تحاول بث النبض في قلبها، ولو الى حين.
المبادرة التي سارت وفق تنسيق فرنسي – أميركي خلال الأيام العشرة الأولى من مهلة الأيام الخمسة عشرة التي حدّدها ايمانويل ماكرون في زيارته البيروتية الثانية بعد انفجار بيروت، سرعان ما فقدت ركيزة التفاهم الفرنسي والاميركي عليها، لا سيما بعدما افترقت واشنطن وباريس على قضايا تتجاوز البعد اللبناني، وخصوصاً حول ما يتصل بالملفات الأكثر حساسية في العلاقات الدولية، وتحديداً الملف النووي الإيراني، الذي افترقت فيه عواصم القرار على ضفتي الأطلسي، بشأن تجديد الحظر المفروض على ايران.
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.