لا حكومة الا بمواصفات 8آذار:أديب امام التسليم اوالاعتذار!

اذا حلّت عقدة "الثنائي".. اهل 8 آذار "يكمنون" لأديب بوابل من الشروط!

25 سبتمبر 2020
لا حكومة الا بمواصفات 8آذار:أديب امام التسليم اوالاعتذار!

صحيح ان المشاورات التي بدأها الرئيس المكلف مصطفى اديب مع الثنائي الشيعي امس، ويستكملها مبدئيا مساء اليوم، تهدف الى تذليل عقدة حقيبة المال واختيار الوزراء الشيعة في الحكومة العتيدة، الا ان “حسن نية” أديب ورغبته بتأليف حكومة ترضي الجميع على حد ما أعلن في بيان صادر عنه منذ يومين، تحوّلتا، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية” الى مضيعة مكلفة للوقت الثمين الذي لا يملك اللبنانيون ترف هدره.

لماذا؟ لأن ما تطبخه “حكوميا” قوى السلطة، وعلى رأسها حزب الله وحلفاؤه في 8 آذار، فاحت رائحته بقوة في الساعات القليلة الماضية. وباتت معالم المرحلة المقبلة من عملية التشكيل، سيما اذا فُككت العقدة الشيعية، واضحة، وهي لا تبشّر بالخير.

فاذا لم يوافق اديب على التنازل للثنائي الشيعي وتنفيذ مطالبه – أي استثناء وزارة المال من المداورة من جهة، واختيار الوزراء الشيعة من ضمن لائحة اسماء يحددها امل وحزب الله، من جهة ثانية – فإن عجلات التأليف ستتعطل فورا. أما اذا وافق على ما يريدان، فإن هذا “الرضوخ” سيضع اديب سريعا، امام “جبل” تعقيدات جديدة بدأت “تباشيره” بالظهور:

رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية، أعلن انه لا يوافق على ان يختار الرئيس المكلف مَن يمثّل المردة في الحكومة من دون استشارته، خاصة ان كتلته سمّت أديب، ليستشيرها لا ليتجاوزها! أما رئيس الحزب “الديمقراطي اللبناني” النائب طلال أرسلان فغرد عبر حسابه على “تويتر” اليوم، “‏اكثر من مشكلة ستواجه الحكومة ورئيسها اذا لم يتم احترام الكتل النيابية بالمواصفات المطلوبة”. من جهتها، تبدي اوساط الطاشناق ايضا تشددا حيال اختيار الوزراء الارمن في الحكومة العتيدة. وتضاف الى هذه الخلطة القاتلة للتأليف، معلومات تتحدث عن توجّه لدى بعبدا للتمسك باختيار الوزراء المسيحيين، فرئيس الجمهورية لا يمكن ان يبصم على وزراء لا يعرفهم يُسقطهم عليه رئيسُ الحكومة، في وقت تكثر الاسئلة عن مصير مبدأ “المداورة” الذي قد ترى بعض القوى انه من غير المنطقي ان تنطبق على وزارات وتُستثنى منها أخرى.

المواقف والمعطيات هذه، يجب ان يلتقطها أديب ويفهمها جيدا: قوى 8 آذار لا تريد تأليف حكومة اختصاصيين مستقلين، بل تريد حكومة شبيهة بحكومة حسان دياب، تعيّن هي مَن يمثّلها فيها، مع اعطاء الاولوية لاصحاب الاختصاص والكفاءة. ويجب ان يكون أديب بات على يقين ايضا، بأن المالية لن تكون آخر العقد، بل ان حلفاء حزب الله، يكمنون له عند “الكوع”، وسينقضّون عليه بوابل من الشروط فور نجاحه المحتمل في تجاوز عقبة “الثنائي”.

وعليه، على الرئيس المكلّف الذي يزور بعبدا عصر اليوم، إما ان يحمل معه تركيبته الخاصة الانسب في رأيه لانقاذ لبنان، فاذا رضي بها الرئيس عون كان به، أو فليعتذر مهما كان موقف “الفرنسي” او سواه. والا فليشكّل اليوم قبل الغد، ومن دون حرق مزيد من الوقت، حكومة بمواصفات 8 آذار، توأم حكومة حسان دياب. فأي تأليف لن يكون ممكنا الا بهذه الشروط، وقد بات القاصي والداني يعرف هذه الحقيقة…

المصدر المركزية