لكنّ الأخطر ليس هنا، وفق أوساط البيئة الشيعية، بل في “تهديدات مبطنة ومضمرة” انطوى عليه كلامه عن خيارَي التفاوض والحرب في التعامل مع “حزب الله”.
لقد شعر ماكرون أنّ الأسباب التي دفعته الى مسايرة الحزب قد انتفت عقب انهيار مبادرته، خصوصاً انّ هذه المسايرة شكّلت عبئاً ديبلوماسياً عليه في ظل الاعتراض الأميركي على مرونته حيال الحزب تحت شعار الفصل بين الجناح السياسي والجناح العسكري.
وبينما امتنع مسؤولو حركة “أمل” و”حزب الله” أمس عن التعليق على مواقف ماكرون بناء على تعليمات من قيادتي التنظيمين، يطلّ الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله عند الثامنة والنصف مساء اليوم عبر الشاشة، فما الذي سيقوله؟ وهل سيقفل الباب الفرنسي كلياً ام سيتركه موارباً؟
ما هو أكيد انّ مطالعة ماكرون الاتهامية خلّفت أصداء سلبية لدى قيادة “حزب الله”، والأرجح انّ نصرالله سيرد مباشرة على ماكرون وسيفنّد ما يعتبره “مغالطات أساسية” وردت في خطابه، خصوصاً بعدما حمّل الحزب المسؤولية الاكبر عمّا آلَ اليه مصير مبادرته. وبالتالي، سيشرح نصرالله كيف أنّ “الطرف الآخر هو الذي عرقل المسعى الفرنسي وأحبط محاولات تشكيل الحكومة عبر طروحات مفتعلة لم تكن واردة أصلاً في متن المبادرة الباريسية”، وهو ما اعترف به ماكرون نفسه.
وإلى حين ان يقدّم نصرالله اليوم ما يعتبرها “الرواية الاصلية” لما جرى، هناك في بيئة 8 آذار من يعتبر انّ مطالعة ماكرون امس الأول “قلّصت كثيراً دوره كوسيط نزيه في الازمة، إن لم تُنهه كلياً، الّا اذا أعاد تصويب وجهة هذا الدور قبل فوات الأوان”.
وما يعزّز اقتناع البعض أنّ “ماكرون وضع نفسه على هامش اللعبة هو انه ربط ضمناً تشكيل الحكومة بالانتخابات الأميركية عندما أشار الى مهلة جديدة للتأليف تمتد بين 4 و6 اسابيع، الأمر الذي يعني في السياسة إنّ الحاجة اليه ستنتفي تلقائياً بعد انتخاب الرئيس الأميركي الجديد الذي سيحصل التفاوض معه”.
ويلفت أحد صقور 8 آذار الى انه “ثبت انّ أهداف باريس لا تختلف في جوهرها عن سياسة واشنطن، إذ تبين انّ كلاهما لا يريد وجود «حزب الله» في الحكومة المقبلة، مع فارق انّ الأميركي يُجاهر بذلك بينما يُقارب الفرنسي الأمر بالمواربة”.
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.