الرهان على دور روسي انقاذي للبنان في غير محله

علاقات موسكو- طهران سيئة والحل يتطلب مستوى اعلى

30 سبتمبر 2020
الرهان على دور روسي انقاذي للبنان في غير محله

بحسب المعلن من مواقف في اعقاب زيارة سفير لبنان لدى روسيا شوقي بو نصار لنائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للرئيس بوتين في الشرق الاوسط وافريقيا مخائيل بوغدانوف، فإن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيزور لبنان اواخر شهر تشرين الاول المقبل للقاء كبار المسؤولين، في اشارة الى الاهتمام الروسي بدعم لبنان للخروج من اوضاعه الصعبة.

هذا الاهتمام المتأخر نسبيا، وقد يكون فات اوانه حتى نهاية تشرين المقبل، استنادا الى تدهور الاوضاع بشكل دراماتيكي في لبنان في ظل حزمة الازمات التي تعصف بالبلاد وتبدو ستنفجر دفعة واحدة اذا ما تم رفع الدعم عن المحروقات والقمح والدواء، لا تعوّل عليه مصادر دبلوماسية غربية اهمية كبرى لا بل من باب رفع العتب، خصوصا ان اي مسؤول روسي لم يزر بيروت بعيد انفجار المرفأ، خلافا لسائر المسؤولين في دول العالم.

وتاليا من غير الجائز عدم تخصيص لبنان بزيارة دعم ومواساة والاكتفاء بالمساندة عن بعد.

تحاول موسكو بعد استشعارها مدى الابتعاد عن ساحة لبنان العودة اليه باتصال من هنا وزيارة من هناك في الوقت الضائع الفاصل عن، اولا الموعد الممدد للمبادرة الفرنسية التي اعطاها الرئيس ايمانويل ماكرون للمسؤولين لاعادة تشكيل حكومة وتتراوح بين 4 و6 اسابيع وثانيا عن الانتخابات الاميركية التي ستتزامن مع هذا الموعد تقريبا بحيث يُماط اللثام عن المستور الذي ترهن ايران لبنان لاجله، ببقاء الرئيس دونالد ترامب المتشدد الى الحد الاقصى او رحيله.

هي استقبلت السفير بو نصار المعروف انه من حصة الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط، داعمة “سيادة الجمهورية اللبنانية الصديقة ووحدتها واستقلالها وسيادة القرارات بشأن كافة المسائل على جدول الاعمال الداخلي وضرورة اتخاذها من قبل اللبنانيين انفسهم دون أي تدخل او إملاء خارجي”، وحرصت في اليوم التالي مباشرة على التواصل مع غريمه على الساحة الدرزية رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان الذي تلقى اتصالا من بوغدانوف، اكد “حرص روسيا على لبنان و اللبنانيين ومصلحتهم، مشيراً إلى أن المرحلة تتطلّب التواصل مع الجميع وتكثيف الجهود والحوار للوصول إلى حلٍّ يرضي الجهات كافة ويخرج لبنان من الأزمة الخانقة التي يمرّ بها”.

هذه الحركة الروسية في الاتجاه اللبناني، تقول المصادر، معطوفة على حراك في الاتجاه الخارجي وتحديدا ايران بهدف حل ازمة لبنان الحكومية من خلال الضغط على طهران ليتنازل حزب الله عن شروط منعت تشكيل الحكومة وحملت مصطفى اديب على الاعتذار، ليست بالاهمية التي يعوّل عليها البعض.

ذلك ان العلاقات الروسية- الايرانية وخلافا لما يعتقد بعض المغالين في التفاؤل ليست على ما يرام، لا بل سيئة، بدليل ان ما تسرب من لقاء وزيري خارجية البلدين منذ ايام عكس مدى عدم قدرة روسيا على “المونة” على الجمهورية الاسلامية لفك اسر حكومة لبنان، وما موقف طهران امس الذي صنّف المبادرة الفرنسية في خانة التدخل في الشؤون اللبنانية سوى المؤشر القوي الى عدم رغبتها بالتسهيل ولا بالحل والى دورها التعطيلي المباشر.

وتعرب المصادر عن اعتقادها ان الرهان على دور انقاذي من جانب روسيا اذا اصطدمت المبادرة الفرنسية بالحائط المسدود ليس صائبا، والارتكاز على مفاوضات استانا التي جمعت الروسي الى جانب الايراني والتركي من اجل الحل السوري قاعدة لا تسري على لبنان، فالظروف مختلفة بالكامل والوضع اللبناني، على الارجح، يحتاج الى اكثر من ذلك بكثير والى تواصل اميركي مباشر مع ايران وثمن تقبضه لرفع يدها عن لبنان.. وهذا للأسف ليس واردا على الاطلاق اليوم.

المصدر المركزية