تضخيم إسرائيلي لـ’إنجاز’ بدء التفاوض.. خدمة أجندة أوسع؟

2 أكتوبر 2020
تضخيم إسرائيلي لـ’إنجاز’ بدء التفاوض.. خدمة أجندة أوسع؟

كتب يحيى ديوق في “الأخبار”: تثير مقاربة تل أبيب الرسمية والإعلامية لاتفاق الإطار حول بدء التفاوض غير المباشر على ترسيم الحدود البحرية مع لبنان أكثر من علامة استفهام، وربما أيضاً أكثر من “استهجان”. إذ كان لافتاً التعامل مع الإعلان كأنه اتفاق أنهى النزاع البحري وما يليه بين الجانبين، وامتداد لاتفاقات التطبيع الخليجية مع العدو.

 

البارز أيضاً من تل أبيب، وهو ما شدّد على نقيضه رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس، تأكيد العدوّ، على لسان وزير خارجيته غابي أشكنازي، وكذلك وزير الطاقة يوفال شتاينتس الذي سيقود التفاوض غير المباشر مع لبنان، أن المفاوضات بين الجانبين ستكون مباشرة، الأمر الذي يثير أكثر من علامة استفهام ويفرض التشكيك في أهداف «القبول» الإسرائيلي – الأميركي بالشروط اللبنانية لبدء المفاوضات، التي شدّد الرئيس بري على أنّها غير مباشرة. فهل يراد إسرائيلياً من هذه المقاربة خدمة أجندة أوسع وأكثر شمولاً من مسألة ترسيم الحدود، التي تعدّ في الواقع مسألة تقنية، لا يفترض أن لها تداعيات تتجاوزها؟

 

أيضاً، هل تتعلق هذه المقاربة التي لم تتحدد وجهتها النهائية بعد، بدعم ومساندة إسرائيلية للرئيس الأميركي دونالد ترامب في معركته الانتخابية المتأرجحة عبر توفير مادة ترويج لنجاح جديد في سياسته الخارجية؟ ما سبق باشرته إدارته بالفعل عبر تصريحات بلهجة احتفالية تطبيعية للإعلان عن بدء المفاوضات، بحسب ما ورد على لسان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو. وهل ثمة شرط ضمني جرى التفاهم عليه بين الحليفين، الإسرائيلي والأميركي، لتسهيل بدء التفاوض غير المباشر في تماشٍ مع المطلب اللبناني؟ علماً بأن مروحة الفرضيات تتّسع، لأكثر من فرضية متطرفة، ربطاً بحساسية رفض التفاوض المباشر لدى الجانب اللبناني.

 

وكانت «إسرائيل»، عبر وزير الطاقة يوفال شتاينتس، قد أعلنت بشكل رسمي أمس بدء «التفاوض المباشر» مع لبنان حول الحدود البحرية. وقال شتاينتس في بيان إن «إسرائيل ولبنان سيبدآن مفاوضات مباشرة بوساطة أميركية لتحديد المياه الاقتصادية بينهما». وأضاف «هدفنا هو إنهاء الخلاف حول ترسيم حدود المياه الاقتصادية بين إسرائيل ولبنان من أجل المساعدة في تنمية الموارد الطبيعية لمصلحة جميع شعوب المنطقة».

 

وحسب ما شدد عليه شتاينتس، فإن «المفاوضات كما تقررت وفقاً للجهود الأميركية المبذولة، وبما يشمل الوساطة الأميركية والإطار التقني لعملية التفاوض بين الجانيين، تم الاتفاق عليهما بناءً على رغبة من إسرائيل وموافقتها».

 

بدوره، وصف وزير خارجية العدوّ غابي أشكنازي، المحادثات المقبلة مع لبنان بأنها خطوة مهمة، معرباً عن شكره لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ولطاقمه على «جهودهم المتفانية»، جرّاء ثلاث سنوات من الاتصالات الدبلوماسية التي أدت إلى بدء «المحادثات المباشرة» مع لبنان، لتحديد خط الحدود البحرية بينه وبين «إسرائيل». وقال: «لم تكن المفاوضات ممكنة لولا وساطة الولايات المتحدة». وفيما «انفلشت» تقديرات أشكنازي للآتي، أعرب عن اعتقاده بأن «المفاوضات مع لبنان خطوة مهمة ومن شأنها التأثير بشكل كبير جداً على استقرار المنطقة».

 

مصادر إعلامية إسرائيلية (القناة 20 المقرّبة من رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو)، وبأسلوب استعراضي يشير الى تحقيق تل أبيب إنجازاً سياسياً واقتصادياً، أوردت أنه في «اجتماع عقد قبل أسبوعين برئاسة وزير الطاقة وكبار المسؤولين في وزارته، وبمشاركة مسؤولين من مكتب رئيس الوزراء ومسؤولين عن وزارة الخارجية ووزارتي العدل والدفاع، اتفق المجتمعون على الشروط الإسرائيلية للمفاوضات، في حين أن الاختراق بين الجانبين، إسرائيل ولبنان، سجل بالفعل بعد تحديد الشروط الإسرائيلية بوقت قصير، خلال زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شينكر. وها هي المفاوضات المباشرة بين لبنان وإسرائيل تبدأ بعد عطلة عيد العرش (اليهودي) في مقر قوة اليونيفيل في بلدة الناقورة اللبنانية».

 

لقراءة المقال كاملا اضغط هنا