يعمل الاتحاد الأوروبي حالياً بدفع من اليونان وقبرص على تجهيز قائمة بالعقوبات الممكن فرضها على تركيا، من أجل حثّها على وقف حفريات التنقيب عن الغاز المُثيرة للجدل في نطاق مياهها الإقليمية فقط، وذلك في قمة وزراء الخارجية في 24 الجاري.
ويأتي التلويح الاوروبي بفرض عقوبات على انقرة والتي ستترك في حال تنفيذها، أثاراً مدمّرة على الاقتصاد التركي المتراجع أصلا، من اجل “كبح” طموحات الرئيس رجب طيّب اردوغان في شرق المتوسط والمخاطر التي تمثلها تصرفات أنقرة على الساحة الليبية، اذ وصف قصر الإليزيه في احد بياناته تدخلات تركيا في ليبيا “بأنها غير مقبولة وتستغل حلف شمال الأطلنطي، ولا يمكن لفرنسا السماح بذلك، كما أن أنقرة تتبع سياسة أكثر عدوانية وتصلبا وتنتهك الحظر المفروض على التسليح”.
وفي الاطار، كشفت اوساط دبلوماسية غربية المعلومات هي قيد التداول في العواصم الاوروبية الاعضاء في الاتحاد عن امكان صدور رزمة عقوبات على تركيا استناداً الى مواقف سابقة، لاسيما لجهة تورطها العسكري في ليبيا الذي يهدد امن اوروبا واخيراً ارسال مرتزقة الى الجبهة الاذربيدجانية ضد ارمينيا والتورط في الصراع العربي عبر رعاية الارهاب”.
ويبدو أن الرياح الأوروبية ستأتي ليس فقط بما لا تشتهي السفن التركية وانما معاكسة ايضاً لوجهة السفن الايرانية في المنطقة ومعها حزب الله.
فبعد سلسلة الضربات “الاوروبية” التي تلقاها حزب الله خلال الاشهر الماضية من ليتوانيا إلى ألمانيا مروراً بسويسرا وصربيا والنمسا، والتي تراوحت ما بين حظر وتقييد ورقابة ومراجعات، يبدو ان الضربة “القاضية” اوروبياً ستأتي قريباً وستكون من الاتحاد، بحيث يتوقّع ان يأخذ قراراً و”بالإجماع” بتصنيف الحزب بجناحيه السياسي والعسكري منظمة ارهابية بعدما أدرج الجناح العسكري على قائمة الإرهاب في عام 2013.
وتعمل المانيا التي سلكت خيار الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا بضمّ الجناحين السياسي والعسكري لقائمة التنظيمات الارهابية المحظورة في نيسان العام الماضي، على بذل مساعي خلال رئاستها للاتحاد الأوروبي من اجل إدراج الحزب ككل المدعوم من ايران على قائمة الإرهاب وهو ما المحت اليه مجلة “دير شبيغل” الالمانية اليوم.
وبحسب الاوساط الدبلوماسية الغربية “فإن فكرة تصنيف حزب الله ارهابياً داخل الاتحاد الاوروبي بدأت تختمر وتلقى اصداءً ايجابية في دول كانت حتى الامس القريب لا تزال متمسّكة بمبدأ “التفريق” بين جناحيه العسكري والسياسي، وفرنسا خير مثال”.
واشارت الى ما أسمته “إنعطافة أساسية” سُجّلت في المؤتمر الصحافي للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي عقده مساء الأحد في الإليزيه وخصصه للحديث عن الأزمة.
فماكرون الذي دافع سابقاً عن تواصله مع حزب الله، وجّه بشكل مباشر ومن دون قفّازات انتقادات لاذعة له وحمّله مسؤولية الفشل في تأليف الحكومة متوجّهاً إليه بالقول “أن عليه ألا يعتقد أنه أقوى مما هو، وعليه أن يثبت أنه يحترم جميع اللبنانيين”، ما يعني ان ماكرون وضع الجناحين السياسي والعسكري في سلّة واحدة”.
وتأتي في الاطار الرسالة التي وجّهتها عضو مجلس الشيوخ الفرنسي ناتالي غوليه (من احزاب الوسط الفرنسي) عبر صفحتها على “فيسبوك” الى الرئيس ماكرون دعته فيها الى “ان تحزم باريس امرها كما فعلت برلين وتتخلّى عن التفريق بين الجناحين بتصنيف حزب الله منظمة ارهابية كما فعلت سابقاً ع جماعة “الاخوان المسلمين”.
ولفتت الاوساط الدبلوماسية الى “ان اميركا تشجّع دول الاتحاد الاوروبي على اتّخاذ مواقف ضد ايران واذرعها لانها ترعى الارهاب والتطرف في اكثر من منطقة في الشرق، خصوصاً بعدما تبين ان تركيا وايران توظفّان اذرعهما العسكرية في اكثر من جبهة ساخنة في الدول المحيطة بالمتوسط من العراق الى سوريا الى لبنان واليونان وقبرص وارمينيا وليبيا وغيرها”.