في غياب اي مؤشر لامكان الخروج من مستنقع التأزم الحكومي ، يقفل الاسبوع السياسي في لبنان على صفر نتيجة لجهة تحديد موعد للاستشارات النيابية الملزمة في موعد قريب.
لا عجب ما دام الستاتيكو المتحكم بالتكليف والتأليف لم يتبدل قيد انملة وموقف “الثنائي الشيعي” على حاله من الشروط والتصلب، خلافا لمسار انطلاق المفاوضات مع اسرائيل التي تدخل حيز التنفيذ منتصف الجاري بمباركة الثنائي، فيما المواجهة على اشدّها اعلاميا بين حزب الله وتل ابيب التي كشفت عن تفاصيل جديدة تخص النشاطات في مواقع تابعة للحزب مخصصة لإنتاج وتطوير مواد تستخدم في مشروع الصواريخ الدقيقة التوجيه.
وشملت المعطيات الجديدة التي تحدث عنها الجيش الاسرائيلي، تفاصيل وظيفة المعدات في حي الجناح، التي عُرضت على الصحفيين من قبل حزب الله في الموقع الذي ادعى الحزب إنه مدني.
دعم فرنسي للحياد: فباستثناء الموقف الفرنسي المؤيد للمشروع البطريريكي الداعي الى اعتماد حياد لبنان وقد اعلنه النائب في البرلمان الفرنسي عضو لجنة الدفاع البرلمانية غواندال رويار، لم يسجل ما يخرق الجمود القاتل.
فقد اكد رويار بعد لقاء البطريرك مار بشارة بطرس الراعي “دعم فرنسا ودعمي الشخصي للمبادرة التي اطلقها والتي دعا فيها الى حياد لبنان الناشط، لان في نظرنا هذا هو الطريق الوحيد الذي يقود الى لبنان السلام والإزدهار، وحفظ كرامة الشعب اللبناني الذي يمر بأزمة سياسية اقتصادية صعبة.
كذلك عرضنا لحاجة لبنان اليوم الى حكومة طوارئ، ونحن نعلم قدرة غبطته على المساعدة في مسألة الحوار، وذلك في اطار نشاطه. اما السبب الثالث للزيارة، فهو يتعلق بدور فرنسا الإنساني في لبنان ان لناحية اعادة اعمار بيروت والمرفأ او لناحية دعمها للمدارس الخاصة والمسيحية والجامعات، لتمكين الاطفال والشباب اللبناني من البقاء في ارضه على الرغم من الحزن واليأس الذي يتملكه نظرا للأوضاع القاسية التي يمر بها لبنان. ولكن علينا على الرغم من كل هذا ان نزرع الأمل في النفوس، ونحن نتمنى ان يؤدي تعاوننا مع البطريرك الراعي الى زرع هذا الامل والفرح الحقيقي”.
وفي رده على سؤال حول مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، قال: “لقد كان الرئيس ماكرون واضحا جدا، ومبادرة فرنسا مطروحة على الطاولة دائما.
نحن نعتمد على المسؤولين اللبنانيين لكي يتفقوا في النهاية ويؤلفوا حكومة جديدة، وان تتوقف الخلافات السياسية القديمة وان يتحمل كل مسؤوليته، وان نرى طريق الأمل من خلال تأليف حكومة جديدة تجد حلولا للمشاكل، وسيما ان ورقة الطريق موجودة، لذلك نحن نواصل الحوار والضغط”.
وفي السياق، كشفت مصادر دبلوماسية غربية لـ “المركزية” بان الاتصالات الفرنسية لم تتوقف في اعقاب اعتذار اديب يوم السبت الماضي كما في توقيت تلى المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يوم الاحد الماضي في اكثر من اتجاه.
فالى الإتصالات التي واظب عليها الفريق الدبلوماسي والإستخباري المعاون لماكرون في الملف اللبناني مع عدد من الشخصيات اللبنانية بغية استمزاج الرأي في امكان احياء المشاورات الضرورية من اجل تكليف بديل من السفير اديب ضمن المهلة المعقولة من اجل استئناف مساعي التأليف في وقت قريب، كانت تحركات فرنسية غير معلن عنها وبقي الاجتماع الابرز ذاك الذي عقده السفير الفرنسي المنتهية ولايته برونو فوشيه مع مسؤول الشؤون الخارجية في حزب الله النائب السابق عمار الموسوي قبل مغادرته بيروت صباح امس الجمعة عائدا الى بلاده ايذانا بانتهاء مهامه الدبلوماسية في بيروت بعد ثلاث سنوات على وجوده فيها.
وكشفت المصادر الدبلوماسية ان اللقاء الذي علمت به الخارجية الفرنسية مسبقا لم تشأ ان تعطيه اي طابع رسمي خارج نطاق الإطلاع على رأي الحزب في شأن التطورات الأخيرة بعد اعتذار اديب ومضمون المؤتمر الصحافي للرئيس ماكرون والوقوف على مدى استعداد الحزب للتجاوب في حال استؤنفت المبادرة بصيغة جديدة تمنع تكرار الأخطاء التي ارتكبت في المرحلة الأولى واستكشاف ما يمكن القيام به في المستقبل.
مهمة على نهايتها: الى ذلك، كشفت المصادر الدبلوماسية لـ “المركزية” عن انجاز ما زال طي الكتمان وهو يتصل بالمجهود الذي يبذله وفد نقدي ومالي وقانوني من البنك المركزي الفرنسي في بيروت وهو الذي باشر قبل فترة الاطلاع على حسابات مصرف لبنان بغية اجراء نوع من التقييم للخطوات التي اتخذها في السنوات الأخيرة والتثبت من اسباب العجز المفاجىء وهي مهمة شارفت على نهايتها قبل ان تقلع مؤسسة “الفاريس آند مارشال” بمهمتها التي تعاقدت بشأنها مع الحكومة اللبنانية من اجل اجراء التحقيق الجنائي في حسابات المصرف المركزي.
بري..الاسم التحدي: سياسيا ايضا، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال لقائه وفداً من شبكة الميادين الإعلامية ردا على سؤال حول اتفاق الإطار في موضوع الترسيم للحدود البرية والبحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة “انها خطوة ضرورية لكنها ليست كافية يجب أن تواكب بتشكيل حكومة بأسرع وقت، حكومة قادرة على التمكن من إنقاذ البلد من ما يتخبط به من أزمات وتنفيذ ما ورد في إعلان اتفاق الإطار بحرفيته، فإتفاق الإطار هو اتفاق لرسم الحدود لا أكثر ولا أقل (وكفى بيعاً للمياه في حارة السقايين”).
وفي الموضوع الحكومي جدد الرئيس بري التأكيد على التمسك بكل مندرجات المبادرة الفرنسية لافتاً الى أن “التحدي الأساس الآن هو الوصول الى اتفاق على إسم لرئيس الحكومة وباقي الأمور والخطوات من السهل التوافق عليها تحت سقف هذه المبادرة”.
مصانع صواريخ لحزب الله: في المقلب الامني، وبعيد الجولة الاعلامية التي نظمها حزب الله لدحض مزاعم اسرائيل بوجود مخازن صواريخ في الجناح، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، مقطع فيديو قال إنه يثبت وجود مصانع صواريخ لحزب الله في ضاحية بيروت، على الرغم من نفي “حزب الله” تصنيع أسلحة أو تخزينها في المنطقة المذكورة. ونشر أدرعي، عبر صفحته الرسمية في “تويتر” مقطع فيديو مصحوبا بتعليق “كشف ما حاول نصر الله إخفاءه”.
كل ذلك يجري على مرأى من الدولة العاجزة المتقاعسة واجهزتها المتفرجة على ارض لبنان تستباح من دون ان تجري تحقيقا ولو بسيطا في المزاعم الاسرائيلية وما اذا كان فيها شيء من الصدقية نسبة للخطورة التي ترتبها على اللبنانيين، تماما كما تفرجت على الاتهامات الاميركية التي فرضت بسببها عقوبات على وزراء سابقين في الحكومة من دون ان يكلف مسؤول واحد في هذه الدولة نفسه عناء التحقيق للتثبت مما اذا كان المتهمان متورطان حقيقة في اتهامات الفساد والسرقة والتهريب.
تحقيقات المرفأ: وليس بعيدا، وبعد انقضاء شهرين بالتمام على انفجار المرفأ، أعلن متحدث رسمي بإسم مكتب التحقيقات الفدرالي “اف بي آي”، لـ”الجديد”، أنّه “لم يتمّ الوصول الى استنتاجات تقول ان انفجار 4 آب جريمة مُتعمدة، وبناءً لطلب الحكومة اللبنانية نقوم بالمساعدة في التحقيق”. وأكّد، ان هذا “ليس تحقيقنا لذا لن نُقدّم تعليقات إضافية حالياً”.
وتوازياً، اعتبرت وزيرة العدل في حكومة تصريف الأعمال ماري كلود نجم أنّ جريمة انفجار المرفأ هي فرصة للقضاء لتطبيق القانون بعيدًا من أي ضغط لإعادة ثقة المواطن به.
وأكّدت أنّها ليست مطلعة على مسار التحقيقات بانفجار المرفأ، مشيرة إلى أنّها راسلت التفتيش القضائي بموضوع التسريبات انطلاقًا من مبدأ سرية التحقيق. وقالت نجم: “حصل لغط بما يتعلق بالـ5 أيام التي قيل إنّ التحقيق سينتهي فيها وللتوضيح فالتحقيق المقصود هو الإداري الداخلي الذي تجريه الحكومة ولا علاقة له بالتحقيق القضائي”.
عون: من جهة اخرى وعشية توجهه الى الكويت الاثنين مع الرئيسين نبيه بري وحسان دياب ووزير الخارجية شربل وهبه لتقديم التعازي بوفاة الامير، تمنى رئيس الجمهورية ميشال عون للرئيس الاميركي دونالد ترامب وقرينته الشفاء العاجل بعد إصابتهما بفيروس كورونا، وأبرق الى ترامب قائلاً: بعد إطلاعي على نبأ إصابتكم وزوجتكم السيدة ميلانيا وبعض أفراد العائلة بفيروس كورونا، هذا الوباء الذي يستمر في الانتشار في مختلف أنحاء العالم، أدعو لكم، السيد الرئيس ولافراد أسرتكم الكريمة، بالشفاء العاجل، وبمعاودتكم مزاولة حياتكم الطبيعية في أسرع وقت ممكن، مع الامل في أن تنجح الجهود التي تبذلها كل دول العالم من أجل مكافحته وإيجاد علاج له، ينهي سيطرته على الحياة اليومية لسكان الكرة الأرضية جمعاء”.
ترامب يتحسن: وكان ترامب غرد في ساعة مبكرة من صباح اليوم بعد نقله إلى مستشفى عسكري لإصابته بفيروس كورونا. وكتب على صفحته الرسمية في “تويتر”: إنني أتحسن على ما أظن! أشكركم جميعا وأحبكم.
وكان الرئيس الاميركي نقل إلى مركز والتر ريد الطبي العسكري على متن طائرة هليكوبتر للعلاج من فيروس كورونا. وأعلن طبيب البيت الأبيض، انّ ترامب بدأ بتناول عقار “ريمديسيفر” المضاد لفيروس “كورونا”.
حسن: وعلى ضفة “كوفيد 19 الذي يوسع مروحة انتشاره لبنانيا وقد ألّفَ عداد اصاباته اليومية وارتفع عدد ضحاياه، اشار وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن الى ان القرار الذي اتخذ من قبل وزارةالداخلية بناء على اللجنة الوزارية قرار جريء يحاكي هواجس المجتمع والتحديات الحياتية اليومية لا سيما الازمة الاقتصادية الخانقة، واوضح بانه لا احد يموت من الجوع في ظل التعاضد المجتمعي، ولكن يمكن ان نموت من الفيروس.
وقال “نحن نبني على تشخيص الحالات وإراحة الجهاز الطبي في المستشفيات، وذكر بان المعيار لاقفال البلدات هو اخذ عينات من المجتمع والهدف من ذلك هو حماية الناس ومنع حدوث الكارثة خاصة واننا على ابواب فصل الشتاء.
الابيض يحذر: وفي السياق، غرّد مدير مستشفى رفيق الحريري فراس أبيض، على حسابه عبر “تويتر”، كاتِبًا: “تمّ إبلاغ مستشفى الحريري من قبل الموزّعين بأنهم سيتوقّفون عن تسليم المستلزمات الطبية امتثالاً لقرار نقابتهم، يمكن لهذا الأمر أن تكون له عواقب وخيمة”.
محطات المحروقات: اما الازمات المعيشية المتناسلة فعلى حالها من دون حلول، لا بل تشتد يوميا. وفيما تهريب المحروقات الى سوريا على غاربه، رفعت محطات المحروقات في النبطية ومنطقتها خراطيمها أمام السيارات بحجة عدم تسلمها مادة البنزين من الشركات ونفاد مخزونها، باستثناء عدد قليل منها استمر بتزويد السيارات بالبنزين لتتوقف بعدها عن العمل بحجة انتهاء المخزون لديها.
وشكا المواطنون من الوقوف لساعات أمام المحطات، مطالبين الوزارات المختصة بالقيام بدورها في هذا الاطار.
معارك واتفاق: دولياً، وفي حين تتواصل المعارك العنيفة في ناغورني قره باغ بعد هجوم للجيش الأذربيجاني واسع النطاق شنه اليوم، جرى توقيع اتفاق السلام النهائي بين الخرطوم والجبهة الثورية في جوبا بصفتها راعية وضامنة للاتفاق، المستند الى نظام فيدرالي يضم 8 أقاليم سودانية في حضور ومشاركة الأمم المتحدة بالإضافة إلى دول إفريقية وعربية .
انفجار في ايران: وفي اطار مسلسل الانفجارات المتتالية في ايران، ذكرت وكالة مهر شبه الرسمية للأنباء أن انفجارا وقع في مدينة شهرضا الصناعية بإقليم أصفهان في وسط إيران مما تسبب في مقتل أحد العمال.
وافادت إن حريقا نشب بعد الانفجار الذي يُعد الأحدث في سلسلة من الحوادث المماثلة في إيران وبعضها كان في مواقع حساسة.