ميقاتي والموقف الأميركي
الرئيس سعد الحريري الذي غادر إلى الكويت لتقديم واجب العزاء بوفاة أميرها، يؤكد أنه لا يزال متمسكاً بالمبادرة الفرنسية بكامل مندرجاتها، أي حكومة اختصاصيين.
طوال الساعات الماضية، جرى كلام في الكواليس السياسية عن تقدّم حظوظ الرئيس نجيب ميقاتي كخيار لرئاسة الحكومة، وفق الطرح الذي تقدم به. لكن موقف الحريري يتعارض مع موقف ميقاتي، بالإضافة إلى معلومات أخرى أفادت بأن حظوظ ميقاتي تراجعت، بفعل مواقف عديدة.
أولاً، موقف أميركي يرفض تشكيل الحكومة التكنوسياسية التي يفترض أن يتمثل فيها حزب الله وحركة أمل بوزيرين. وثانياً، بسبب رفض رئيس الجمهورية ميشال عون تولي ميقاتي رئاسة الحكومة.
محمد بعاصيري؟
كذلك، ضج الوسط اللبناني بتحليلات كثيرة في الأيام الماضية، حول اختيار محمد بعاصيري، النائب السابق لحاكم مصرف لبنان، كرئيس للحكومة.
وربطت التحليلات هذا الكلام بزيارة أجراها بعاصيري إلى رئيس مجلس النواب نبيه برّي. علماً أن بعاصيري كان قد قال لـ”المدن” إن زيارته إلى رئيس المجلس روتينية.
وهو يزوره باستمرار لأنه المشرف على عملية تصفية جمال ترست بنك، الذي فُرضت عليه عقوبات أميركية. وبحكم هذا الدور الذي يؤديه، هو يزور برّي ويضعه في آخر أجواء عمله.
ومعروف أن بعاصيري طرح في مرحلة من المراحل كخيار لرئاسة الحكومة، لكن الطرح لم يتقدم بشكل جدي، إنما بقي في مرحلة استعراض لوائح المرشحين لهذا الموقع.
على متن الطائرة!
لا تزال الضبابية تسيطر على المشهد الحكومي. يوم غد الإثنين، يفترض أن يتوجه رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب إلى دولة الكويت، لتقديم واجب العزاء بوفاة الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح.
وتراهن بعض القوى المحلية على أن يكون لقاء الرئيسين عون وبرّي على متن طائرة واحدة، عاملاً مساعداً للبحث في الجو الحكومي وإعادة تحريك الجمود، بالإضافة إلى كسر الجليد بين الرجلين، بعد الاختلاف حول تمسك الثنائي الشيعي بوزارة المالية، واتهام عون للثنائي بأنه أسهم في عرقلة المبادرة الفرنسية وإفشالها، وبالتالي، إفشال عملية تشكيل الحكومة.
من غير المحسوم حتى الآن إذا ما كانت مفاوضات ترسيم الحدود ستكون عاملاً مسهلاً لمفاوضات تشكيل الحكومة، أم عاملاً معرقلاً لها. فالأمور تحتاج إلى بعض الوقت، بانتظار بروز أي مؤشر يؤدي إلى تحريك الجمود القائم.