مفاوضات الترسيم تريح ساحة لبنان ولا تلغي العقوبات!

5 أكتوبر 2020
مفاوضات الترسيم تريح ساحة لبنان ولا تلغي العقوبات!

لاقى الاتفاق -الاطار الذي صدر من بيروت بالموافقة على مفاوضات ترسيم الحدود مع اسرائيل لحسم الخلاف حولها ترحيباً اميركياً واسرائيلياً واممياً، ما حمل اوساطاً دبلوماسية على طرح اسئلة حول مصير النزاع بين لبنان واسرائيل والخرق الاسرائيلي شبه اليومي جواً وبحراً وبراً للسيادة اللبنانية.

واعتبرت الاوساط ان هذه الخطوة من شأنها تجميد النزاع وتوقف الخروقات الاسرائيلية، إذ لا يمكن ان تتم المفاوضات في ظل ضغط عسكري تمارسه اسرائيل. فهل ستوقف خرقها اليومي واستهداف الحزب في سوريا ولبنان، وهل لتوسيع مهمة اليونفيل استنادا الى القرار 1701 وانتشارها في المرفأ اي رابط بينها وبين المفاوضات؟

السفير السابق في واشنطن رياض طبارة أكد لـلمصدر أن الاميركيين يريدون إنجاز المفاوضات قبل الانتخابات الاميركية، الا ان الانتخابات “تلخبطت” بفعل إصابة الرئيس الاميركي دونالد ترامب بفيروس كورونا”، مشدداً في الوقت عينه على “ان هذه المفاوضات لن تلغي العقوبات على سوريا وايران او حتى “حزب الله، إنما قد تخف او تتغير درجة قوتها”.

ولفت الى “ان المفاوضات بحد ذاتها لا تؤدي الى التطبيع بين لبنان واسرائيل، الا انها قد تسفر عن إراحة الساحة اللبنانية، إذ قد تتضمن الاتفاقية بنداً حول تخفيف التوتر على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية، وان توقف اسرائيل أيضاً من تحليق المسيّرات وطائرات التجسس فوق لبنان.

لكنني لا اعتقد ان المفاوضات ستنتهي على اتفاق شبيه باتفاق ابراهام مع الامارات والبحرين”، مؤكداً “ان هذا الامر بعيد جدا، لأنه مرتبط ايضا بإيران، الا ان الخطوط لم تُفتَح معها حتى الساعة لنتحدث عن عملية تطبيع”.

ورأى طبارة ان انفجاري المرفأ وعين قانا سرّعا التفاوض مع اسرائيل، خاصة بعد إلقاء اللوم بما حصل، أقلّه في الجنوب، على “حزب الله”.

ومن المؤكد ان ايران دخلت على الخط، كما ان الفرنسيين على تواصل دائم مع طهران إضافة الى الإصرار الاميركي والمفاوضات الايرانية – الاميركية الى جانب الضغوط الاميركية، عجّلت او سهّلت هذه الخطوة”، مؤكداً “ان التفجيرات التي حصلت في لبنان وايران ليست تفجيرات “تلحيم” كما تمّ التسويق لها، وقد يكون هناك رابط بين كل هذه التفجيرات وحلحلة الامور.

فإيران تريد التوصل الى اتفاق مع الولايات المتحدة، وترامب يريد تسجيل انجاز في السياسة الخارجية وإراحة اسرائيل، لاستثماره في الانتخابات”.

أما عن علاقة انتشار “اليونيفل” في المرفأ والمفاوضات فقال طبارة: “يقال انه طُلَب من اليونيفل المساعدة في رفع الانقاض، والغريب عدم حصول ردة فعل كبيرة من جهة “حزب الله”، لأن هذا الانتشار يدخل ضمن إطار توسيع مهام “اليونيفل”، موضحاً “أن اليونيفل أعلنت انها ستساعد لبنان بكل ما تستطيع، لكن ما حصل يدخل ضمن تغيير مهمات اليونيفل والتي كانت موضع خلاف منذ مدة في الامم المتحدة. من الواضح انهم اتفقوا على عدم التغيير على الورق، الا ان التغيير يحصل على الارض.

والسؤال هنا هل “اليونيفل” في المرفأ لرفع بعض الحجارة والانقاض ام لتثبيت علاقة جديدة؟ الامور ستتوضح في الاشهر الثلاثة المقبلة”.

أضاف طبارة: “لكنني لا اعتقد ان اي شيء مؤقت، لأن المؤقت يصبح دائما”، نافياً “اي علاقة بين تواجد “اليونيفل” في المرفأ والمفاوضات مع اسرائيل، بل بتوسيع مهام اليونيفل، كخطوة باتجاه اعطائه ما كانت تطالب به الولايات المتحدة، اي المساعدة على مراقبة الحدود.

لكننا لم نصل الى هذه المرحلة، وتعتبر هذه اول خطوة”، مضيفاً: “ان الامور ستتوضح لاحقاً وما اذا كان سيتراجع “اليونيفل” ويخرج من المرفأ ام سيتم ايجاد مهام جديدة تسمح له بالتمركز”.

وختم: “من المؤكد ان هناك توسيع مهام، والتي كانت مشكلة كبيرة في تجديد اليونيفل مؤخرا.

ويبدو ان الاميركيين قبلوا بتأجيل توسيع المهام على اساس ان يتم تغييرها على الارض، ما يعني حصول اتفاق ثان.

وبداية هذا الاتفاق التغيير على الارض رويداً رويداً، خاصة واننا لم نشهد ردة فعل من جهة محور الممانعة لا من سوريا ولا من ايران وهذا يعني الاتفاق الضمني على هذا الامر.

الى اين تصل الامور؟ مبكر التكهن، إنما اذا تركت للاميركيين فسيرسلون اليونيفل الى كل الحدود اللبنانية والى الشرقية مع سوريا طبعا”.

المصدر المركزية