كتب نبيل هيثم في “الجمهورية” الكلام الجوّي بين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري أشبه ما يكون بتمنيات “جو – أرض” تبادلها الرئيسان على حلبة الاستحقاق الحكومي، خلاصتها: “انّ الحكومة هي الملاذ الاخير للبلد، ويجب تأليفها على وجه السرعة، وليس من الجائز ابداً ابقاء البلد معلّقاً في ظلّ هذا الفراغ الحكومي”.
هذا الكلام الجوّي، وحتى لا يمحوه الكلام الأرضي، لا يريده الرئيسان أن يبقى كلاماً سابحاً في مدار التمنيات المحلّقة في الفضاء، بل يريدان له أن يخرق جدار الصوت المعارض او المانع او الكابح، ويصيب الهدف مباشرة، أيّ تشكيل الحكومة وانطلاقها بمهمتها الانقاذية. إلاّ أنّ السؤال الذي يواجه تمنّيات الرئيسين: كيف سيتمّ تسييلها؟ وماذا لو لم يجد الكلام الرئاسي في الجوّ ترجمة له على الأرض؟
“بالتأكيد أنّ لكلّ طرف دوره في اصابة الهدف الذي حدّده الرئيسان، ولكن كيف ستأتي بهم الى لعبة الحل، طالما أنّ لكل منهم هدفه، وانّ الحاكم بينهم الآن هو التباعد والافتراق، وانعدام ارادة التواصل في ما بينهم وتعطّل لغة التخاطب والكلام”؟ يسأل معنيون بالملف الحكومي.
المحايدون يعتبرون “أنّ الكرة في يد رئيس الجمهورية وحده حالياً، باعتباره صاحب الصلاحية الدستورية لفتح باب تكليف الرئيس العتيد للحكومة عبر الاستشارات الملزمة، وباعتباره ايضاً يملك زمام المبادرة الى بناء الجسر التوافقي الموصل الى استشارات توافقية، من موقعه كشريك للرئيس المكلّف في تأليف الحكومة، سواء استلزم بناء هذا الجسر مشاورات سياسية، أو حواراً، أو أيّ إطار آخر، يوصل الى الهدف المنشود”.
مكوّنات الأكثرية النيابيّة مع هذا الرأي، ولكنها تعتبر أنّ نجاح اي خطوة يبادر اليها رئيس الجمهورية، وحتى ممارسته لصلاحيته الدستورية في مجال الاستشارات الملزمة، مرتبط بمسألة وحيدة، وهي تجاوب المكوّن السياسي السنّي مع رئيس الجمهورية، عبر طرح اسم شخصية لرئاسة الحكومة يباركها ويغطيها، لكن هذا المكوّن منكفئ في هذه الفترة عن الملف الحكومي، وهذا الانكفاء لا يُعدّ من باب تسهيل التكليف او التأليف.
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.