تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التحقيقات الجارية في حادثة الانفجار الذي وقع ليل أمس في منطقة الطريق الجديدة، لكشف الأسباب الحقيقية التي أدت الى وقوعه في منطقة مأهولة بالسكان.
وإذ اعرب الرئيس عون عن المه لسقوط عدد من الضحايا واصابة عدد من الجرحى، فإنّه تقدّم بالتعزية من ذوي الضحايا، داعيا للجرحى بالشفاء العاجل، ومنوها بالجهود التي بذلت لمكافحة الحريق الذي نجم عن الانفجار وتداعياته، لا سيما لسكان البناية، محل الانفجار، وخصوصاً الأطفال منهم.
ونبّه رئيس الجمهورية الى خطورة تخزين مواد ملتهبة في الأماكن السكنية ووسط الاحياء المأهولة، داعيا الأجهزة الادارية والأمنية الى اتخاذ ما يلزم من إجراءات لمنعها وللتوعية على مخاطر تعريض السكان لها.
الى ذلك، اطلع الرئيس عون على التقارير الواردة اليه عن الحرائق التي اندلعت امس واليوم في عدد من المناطق اللبنانية، لا سيما في الجبل والجنوب والشمال، والناتجة بمعظمها عن موجة الحر، داعيا الاجهزة المعنية للبقاء على كامل الجهوزية لمكافحة هذه الحرائق والعمل على اخمادها.
عيتاني يكشف: أفاد رئيس بلدية بيروت، جمال عيتاني، في حديثٍ لـ”النهار”، أنّ هناك عمودين تضرّرا كثيراً في المبنى بعد الانفجار في منطقة الطريق الجديدة، ويجب تدعيمهما في أسرع وقتٍ ممكن. لذا، توجّهت فرق من بلدية بيروت بالتعاون مع الشرطة وفوج الإطفاء لإزالة الركام، وستباشر بالعمل فور انتهاء الشرطة القضائية من استقصاء المعلومات التي تحتاج إليها”.
وأكد عيتاني أنّ المهندسين سيجولون على جميع المباني المحيطة بالمبنى، وفي الفحص المبدئي، لم يظهر حتى الآن أي خطر داهم عليها، لكن سيُجرى فحص دقيق لجميع أعمدة المباني وبنيتها.
وأضاف أنّ “لا أحد كان على علم بالتخزين، ومنذ حوالي شهر أو شهر ونصف جالت فرق البلدية مع فوج الإطفاء على جميع أبنية بيروت للتأكّد من عدم وجود مخالفات في هذا الإطار، خاصة في المستودعات”.
ويروي رئيس البلدية أنّ “ما حصل هو أنّ صاحب المستودع، وجد أنّ هناك تسريباً من الخزان، فاستدعى شخصاً لتلحيمه، قصة التلحيم هذه أصبحت ستاندرد، فليحمِ الله بيروت من التلحيم ومن الملحمين، فمن غير الطبيعي أن تتمّ عملية التلحيم قرب الخزان”.
وكان مستشفى المقاصد أصدر بيانا جاء فيه: “بتاريخ 9/10/2020 تمام الساعة الثامنة و40 دقيقة مساء، تم نقل 59 جريحا، أصيبوا في الانفجار الكبير والحريق الهائل الذي حصل في الطريق الجديدة، وجاءت النتائج كالاتي:
– مجموع عدد الجرحى الذين تم نقلهم إلى قسم الطوارئ هو: 59 جريحا.
– – الاصابات الطفيفة: 32 إصابة
– – الاصابات المتوسطة : 21 إصابة
– حالات حرجة: 2
– إصابة في الرأس نتيجة شظايا من الزجاج والحجارة، أجري له عملية في الرأس ، وهو يخضع للمراقبة في قسم العناية الفائقة، ووضعه الصحي مستقر .
– إصابة في اليد والساعد، نتج منها تمزق الاوتار والعصب وكسر في الساعد، وأصبح وضعه مستقر بعد إجراء العملية .
– نقل 3 جثث مباشرة إلى براد المستشفى .
– تحويل 3 أطفال الى مستشفيات أخرى في العاصمة، بسبب حروق من الدرجة الثالثة تغطي جزءا كبيرا من أجسادهم.
– إسعاف عدد كبير من السكان القاطنين في المبنى المصاب والسكان الموجودين في مبان اخرى ملاصقة للمبنى الذي حصل فيه الانفجار، بأعراض إختناق حادة نتيجة تنشقهم للدخان الكثيف والغازات المنبعثة من الحريق”.
وختم المستشفى: “في هذه المناسبة الاليمة لا يسعنا إلا أن نتقدم من ذوي الضحايا بالتعازي”، داعين للجرحى والمصابين بالشفاء العاجل.
وتقدمت إدارة المستشفى من جميع العاملين فيها ومن الصليب الاحمر والدفاع المدني وجميع الجمعيات المحلية “التي ساعدت على إجلاء المرض والمصابين باسمى آيات الشكر والتقدير لما بذلوه من جهد كبير”.
ميدانيا، تفقد الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء خير اليوم مكان الانفجار في الطريق الجديدة وأعلن أن المعاملة نفسها التي تلقاها متضررو انفجار مرفأ بيروت سيتلقاها متضررو انفجار الطريق الجديدة وليس صحيحاً أنّ هناك متضررين لم يتلقوا المساعدة حتى الآن. واضاف ” سنعمل على تأمين ما يلزم لكلّ العائلات المتضرّرة والأهمّ هو الوعي ولا داعي للتجمّع”.
وقال “هناك دراسة لأضرار المبنى وسنباشر عملية الإصلاح فوراً”.
اما رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني فقال للـmtv من الطريق الجديدة: أجرينا كشفاً أوّليّاً ونعمل بحسب الطريقة الأمثل والأسرع لتدعيم المبنى وقد تبيّن أنّ أعمال تلحيم كانت تُجرى فيه.
واعتبر ان “انفجار قارورة الغاز في الأشرفية غريب والتحقيقات تُجرى لكشف أسبابه و”الله يستر هالبلد”.
كما تفقد النائب نزيه نجم مكان انفجار خزان المازوت في الطريق الجديدة، مطلعا على أوضاع البناء والمباني المحيطة وأحوال الاهالي.
واذ عزى بالضحايا وتمنى الشفاء للمصابين، اعتبر ان “غياب الدولة يؤدي الى وقوع الكوارث يوميا، واعتبر أن “معلم التلحيم في لبنان بات في مثابة قنبلة نووية متنقلة”.
وقال محافظ بيروت القاضي مروان عبود من طريق الجديدة: “سلامة الناس وأمنهم أهمّ من أجيابهم” وأدعو إلى عدم تخزين محروقات بطرق غير آمنة لعدم تعريض سلامة المواطنين للخطر”.
واضاف “الإهمال يؤدّي إلى هكذا نتائج وهناك آلاف الأبنية التي تحتوي على مستودعات ونعوّل على أهالي بيروت وندعوهم إلى الاتصال بنا للتبليغ”.
في التحقيقات، كشفت معلومات للـ LBCI ان خزان البنزين في طريق الجديدة انفجر نتيجة تفاعل شرارة انبعثت من محول الكهرباء مع البنزين المتسرب على ارض المستودع.
وصدر عن الرئيس تمام سلام البيان الاتي: “كأن بيروت لا يكفيها ما هي فيه من مآس اقتصادية واجتماعية وصحية، ومن تبعات الزلزال الذي تعرضت له في الرابع من آب، حتى جاءتها الحادثة الأليمة في الطريق الجديدة لتحصد أرواحا بريئة في صفوف أهلها الآمنين، نتيجة الإهمال وعدم الدراية.
إننا نتوجه بأحر التعازي الى عائلات الضحايا وندعو بالشفاء العاجل للمصابين، ونشد على أيدي فرق الإطفاء والدفاع المدني والصليب الأحمر التي أسهمت في إنقاذ العديد من المدنيين.
كما ندعو أهلنا في بيروت وغيرها من المناطق اللبنانية الى ضرورة احترام مقتضيات السلامة العامة وعدم تخزين المواد الخطرة في المباني السكنية، والتزام تعليمات التباعد الاجتماعي حفاظا على سلامتهم وسلامة عائلاتهم”.