التهريب الذي يمارسه حزب الله في لبنان على الخط السوري يستمر بالاتجاهين، وتحقيق الأرباح على حساب الشعبين، بحكم أمر واقع سلاح الميليشيات، والتجار والمهربين المرتبطين بها.
جديد عمليات التهريب، ما تبين خلال الأيام الفائتة بعد دخول المياه الإقليمية اللبنانية باخرة قادمة من اليونان محملة بمادة وقود البنزين، من دون أي مستندات تبين وجهتها أو مرفئها الأخير، ولكن التحقيقات بينت أن التاجر الذي استقدمها معروف بارتباطه بحزب الله، وهو اشتراها من اليونان ليفرغها في لبنان بشكل رسمي، ولكن التحقيقات بينت أن المقصود توجيهها عبر المياه الإقليمية إلى سوريا لتفريغها في أحد المناطق غير الشرعية على شاطئ البحر، لبيعها في السوق السوداء هناك.
ويحقق حزب الله من عمليات التهريب من وإلى سوريا مئات ملايين الدولارات، فهو يقوم بتهريب النفط والمواد الغذائية، وصولاً إلى أجهزة الكومبيوتر ليبيعها في الأسواق السورية عبر شبكة تجار مرتبطين به لا يدفعون الضرائب، ويهربون العملة الصعبة إلى الخارج.
ومنذ العام 2012 تعتمد الميليشيات على شبكة من المعابر غير الشرعية الواصلة بين سهل البقاع اللبناني وجرود القلمون الغربي في ريف دمشق، لتنفيذ عمليات تهريب البضائع والأسلحة والمخدرات إلى سوريا، بينها أربع طرق رئيسية تصل الحدود بين البلدين، إضافة لوجود معابر أخرى فرعية، تصل مدينة الهرمل بالقصير.
ويأتي طريق رنكوس في مقدمة المعابر التي يستخدمها الحزب في تهريب شحناته، ويبدأ هذا الطريق من بلدتي بريتال ونحلة في البقاع اللبناني، ويصل إلى مزرعتي سبنا والدرّة في جرود رنكوس، ثم عبر الوديان إلى سهل رنكوس ومدينته.
ممر آخر هو طريق الطفيل-عسال الورد، الذي يبدأ من بريتال إلى منطقة رأس الحرف المشرفة على سهل البقاع، ومنها إلى قرية طفيل عبر منطقة الجوزة في الجرود الحدودية، وعبر طريق السيارات إلى بلدة عسال الورد في القلمون.
الطريق الثالث هو معبر فليطة الذي يمر من جرد عرسال حيث يسيطر حزب الله وصولاً إلى بلدة فليطة شمال يبرود، بينما يبدأ طريق قارة من معبر الزمراني الحدودي بين سوريا ولبنان وهو معبر رسمي، اتخذ منه “حزب الله” منفذاً لتهريب بعض شحناته، ويمر عبر جرود قارة من منطقة ميرا وصولاً إلى البلدة شمال النبك.
ويعمل حزب الله في التهريب مع شبكة من الشخصيات والأسر النافذة في البلدات التي تنتهي إليها المعابر غير الشرعية داخل الحدود السورية، تشرف على عمليات التهريب ونقل البضائع والمواد القادمة من وإلى لبنان. وأبرز هذه الشخصيات والأسر مجموعة من عائلة “دقو” في بلدة الطفيل يقودها المدعو “حسن دقو”، بينما تتولى مجموعة من آل “قطيش” مسؤولية نقل الشحنات إلى منطقة عسال الورد. وفي بلدة فليطة يتولى شخص من عائلة “نقرش” المهمة، وفي يبرود يقود المدعو سعد زقزق ميليشيا معظمها من أقربائه، مهمتها حماية ونقل الشحنات من لبنان إلى سوريا.
ويستفيد حزب الله أيضاً من تصنيع مخدر “الكبتاغون” في معامل منتشرة بهذه المناطق قرب قواعده العسكرية، حيث ينقلها إلى الحدود مع العراق والأردن وتركيا عبر تجار متخصصين بتهريبها