حكاية عودة الحريري المنتظرة الى السرايا بدأت على أثر التوصّل الى ‘الاتفاق ـ الاطار’!

13 أكتوبر 2020
حكاية عودة الحريري المنتظرة الى السرايا بدأت على أثر التوصّل الى ‘الاتفاق ـ الاطار’!

كتب طارق ترشيشي في “الجمهورية”: أن يُعلن الرئيس سعد الحريري أنه مرشح لرئاسة الحكومة “من دون جْميلِة حَدا”، وأنه مرشح “طبيعي وحكماً” لهذا الموقع الدستوري بعد أشهر من التردد، فذلك دليل كبير على أنّ هذا الترشيح يحظى بتشجيع ودعم إقليمي ودولي، وتحديداً خليجي ـ أوروبي ـ أميركي، ويدلّ أيضاً الى انّ ما كان يواجهه الحريري من “فيتوات” تمنعه من العودة الى السرايا الحكوميي قد زالت.

لكنّ حكاية عودة الحريري المنتظرة الى السرايا الحكومية بدأت، وفق مرجع سياسي بارز، على أثر التوصّل الى “الاتفاق ـ الاطار” الخاص بالمفاوضات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان واسرائيل، والذي رحّبت به الولايات المتحدة الاميركية واعتبرته “اتفاقاً تاريخياً”، بحسب تعبير وزير خارجيتها مايك بومبيو.

فعلى أثر إعلان هذا الاتفاق في بيروت وتل ابيب وفي واشنطن وباريس، حصل تواصل بين الادارتين الاميركية والفرنسية تَناولَ الأزمة اللبنانية وما آلَ إليه مصير المبادرة الفرنسية الهادفة الى معالجتها، وذلك في ضوء اعتذار الرئيس المكلف مصطفى اديب الذي كان من أبرز عناوين هذه المبادرة، فطلبَ الجانب الاميركي من الجانب الفرنسي تنشيط مبادرته التي كانت قد دخلت في جمود ظَنّ مَعهُ كثيرون أنها أُجهِضت.

فرحّبَ الجانب الفرنسي بهذا التشجيع الاميركي، إلا أنه طلب من واشنطن تَدخّلاً لدى القيادة السعودية لِرفع ما كان يسمّيه البعض “الفيتو” او “الاعتراض” على عودة الحريري الى السرايا الحكومية، وذلك لاعتقاد المسؤولين الفرنسيين انّ الادارة الاميركية هي الأقدر على إقناع المسؤولين السعوديين بهذا الامر نظراً للعلاقة الاستراتيجية التي تربط بين الجانبين، علماً أن لا باريس ولا الرياض نَفتا بعد اعتذار أديب ما نُشِر من أنّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اتصل بولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، وتقاطعا على ضرورة عودة الحريري الى رئاسة الحكومة لأنّ المرحلة تقتضي هذا الامر، وكان اللافت يومها أنّ مَن أورد هذا الخبر كانت قناة RT الروسية، منسوباً الى “مصادر مطلعة”.

وفي هذا السياق، يذكر المرجع نفسه انّ الجانب الفرنسي تبلّغَ من الاميركيين انّ الموقف السعودي كان مَرناً عند مُفاتحة الرياض بعودة الحريري الى رئاسة الحكومة، وانّ في إمكان باريس ان تتصرف على اساس انه لم يعد هناك من اعتراض سعودي في المطلق على هذه العودة الحريرية.

كل هذه المعطيات التي تجمّعت لديه، معطوفة على مجموعة اتصالات داخلية وخارجية تلقّاها، دفعت الحريري الى إعلان ترشيحه مُتلفزاً ومشحوناً بمواقف، منها ما يتعلق بالحيثيات التي أملَت عليه ترشيح نفسه، وطبيعة الحكومة التي يرغب بتشكيلها في حال تَسميته ضمن إطار المبادرة الفرنسية وما تضمّنته من نصوص حول مواصفاتها ونوعية وزرائها، وكذلك حول برنامجها الذي سيكون الاصلاحات التي حددتها المبادرة وسيكون البيان الوزاري للحكومة العتيدة، بحسب الحريري.

امّا المواقف الانتقادية التي أعلنها الحريري، والذي كان بعضها قاسياً في حق بعض القوى السياسية الاساسية الحليفة له او التي تسود بينه وبينها خصومة، فيبدو انها كانت لازمة من اللوزام السياسية التي وَجَد الرجل انه لا بد منها لتظهير ترشيحه بخلفية داخلية الى جانب الخلفية الاقليمية ـ الدولية.

لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.