بانتهاء قيود التسلّح على ايران… هل تحيي فرنسا مبادرتها؟

نادر: "النووي" لا ينسحب على سياسات طهران التوسعية وحزب الله

13 أكتوبر 2020
بانتهاء قيود التسلّح على ايران… هل تحيي فرنسا مبادرتها؟

في 18 تشرين الاول الجاري تنتهي القيود الدولية التي فُرِضت على تسليح ايران، في المقابل، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في ايلول الماضي، إن كل عقوبات الأمم المتحدة على إيران أصبحت سارية، وإن حظر الأسلحة التقليدية المفروض عليها لن ينتهي أجله في منتصف تشرين الأول الجاري.

فهل تبدّل فرنسا موقفها وتنتقل الى المقلب الاميركي وتوافق على فرض القيود بعدما تسببت طهران بعرقلة مبادرتها لبنانيا، ام تسايرها علّها تسهّل حلّ الازمة من خلال إحياء المبادرة التي أطلقتها وتساعد على إخراج الحكومة من عنق الزجاجة؟

مدير “معهد المشرق للشؤون الاستراتيجية” سامي نادر: “الموقف الفرنسي هو الوحيد اوروبياً المتمايز في الفترة الاخيرة في الموضوع الايراني، وفرنسا من الدول الخمس الدائمة العضوية زائدا واحدا ولم تصنّف “حزب الله” كمنظمة ارهابية”، مشيراً الى “ان الملف اللبناني وملف تشكيل الحكومة، ليس الملف الوحيد العالق او الموضوع على طاولة المفاوضات الفرنسية – الايرانية.

فهناك ملف له علاقة بمواجهة تركيا وتمددها في المشرق وفي شرق البحر المتوسط، وملف ناغورني كاراباخ والمواجهة بين ارمينيا واذربيجان الذي طرأ حديثا، بالاضافة الى ملف المصالح التجارية والشركات الفرنسية في الداخل الايراني. وعندما نودّ مقاربة هذه المسألة، علينا ان نضع كل الامور في هذا المنظار”.

وتوقّع نادر “ان تستمر فرنسا على موقفها تجاه ايران أقله في الوقت الحالي، لأن اكثر من ملف عالق وقد تحتاج الى تعاون من ايران بشكل مباشر او غير مباشر خاصة وان هناك من يضغط على ايران وغيّر سياساته تجاهها”، لافتاً الى “ان الموقف الاوروبي سيكون على حاله في 18 الجاري، لن يكون ضد ايران كما سبق وعبّر عنه الاوروبيون، ولكن في الوقت عينه، لا يمكن ان نعتبر الموقف الاوروبي بالنسبة للاتفاق النووي على انه ضوء أخضر لحزب الله، إنما برأيي سنشهد اكثر، وبدأنا نشهد، تشددا اكبر بمسألة حزب الله والصواريخ وفي اكثر من ملف.

ومن الجدير ذكره ان كل ما له علاقة بالاتفاق النووي لا ينسحب على المواضيع الاخرى المتعلقة بسياسات ايران التوسعية وحزب الله الذي يمثلها، بل بالعكس سنرى مرونة وموقفا مبدئيا ملتصقا بالاتفاق النووي والذي انسحبت منه الولايات المتحدة، بقدر ما سنشهد تشددا في المسائل الاخرى”.

وهل مفاوضات ترسيم الحدود ستليّن موقف الولايات المتحدة تجاه حزب الله، أجاب: “ترسيم الحدود اولوية بالنسبة للولايات المتحدة، واولوية تفوق مسألة تشكيل الحكومة، وايران والثنائي الشيعي ومن ورائهما ايران أدركت ذلك، فقامت بإحياء هذا الملف بعد اسقاط الملف الآخر اي تشكيل الحكومة، اي أنهم أحيوا المبادرة الاميركية في اللحظة التي اسقطوا فيها المبادرة الفرنسية. وبالتالي ايران مطالبة بملفين، الاول ترسيم الحدود والثاني تشكيل الحكومة”، مشدداً على ” أنهم آثروا ان يقدموا في ملف ترسيم الحدود، لأنهم عرفوا انهم بهذه الطريقة يفتحون قنوات اتصال مع الاميركيين”.

واضاف: اذا ارادت ايران ان تعطي فستعطي في هذا الملف اولا، لأن هذا ما يهم الاميركيين، وهو بالنسبة لها أقل كلفة، وسوف تمسك وتزيد من تمسكها في ملف تشكيل الحكومة لأنه يعني الامساك بالسلطة بيدها وبالتالي بلعت الكأس المرة في مسألة الاعتراف باسرائيل من خلال ترسيم الحدود معها”.

هل ترسيم الحدود يريح لبنان، اجاب: “الجميع ينتظر الانتخابات الاميركية، اذا ربح جو بايدن يسقط كل شيء ويلملم الايرانيون اوراقهم ويعودون الى التفاوض من جديد، واذا عاد دونالد ترامب فإن من شأن ذلك ان يسهل مسألة ترسيم الحدود”.

المصدر المركزية