التاريخ يعيد نفسه.. ماذا لو كان الحريري زار اللقلوق ومعراب؟

15 أكتوبر 2020
التاريخ يعيد نفسه.. ماذا لو كان الحريري زار اللقلوق ومعراب؟

كتبت مرلين وهبة في صحيفة “الجمهورية” تحت عنوان “ماذا لو كان الحريري زار اللقلوق ومعراب؟”: “لماذا لم يَزر الرئيس سعد الحريري معراب على غرار زيارته الرئيسين ميشال عون ونبيه بري؟ سؤال طرحته مصادر «القوات اللبنانية» عام 2019 قبل حجب الثقة «القواتية»عن تسميته وإعادة تكليفه. يومها، اكتفى الحريري بإيفاد مستشاره غطاس خوري الى حليفه المفترَض رئيس حزب «القوات» سمير جعجع ولم يزره شخصياً، فيما رأى البعض يومها انه لو زارَه لربما تَغيّر مناخ معراب ولفح القاعدة «القواتيّة».

يُعيد التاريخ نفسه، فيزور الحريري قصرَي بعبدا وعين التينة، ويكتفي بإرسال وفد من كتلته الى معراب للتفاوض معها، وكذلك التجوال على بقية رؤساء الكتل المسيحية، ولم يَستثن من هذه الجولة حتى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

الاوساط المراقبة تساءلت عن «الحكمة الحريرية» من هذا القرار، في هذه المرحلة الحساسة التي يبدو فيها الحريري في حاجة اكثر من اي وقت مضى للتقرّب شخصياً من جميع الأطراف، خصوصاً انه يطلب منهم مبايعته، وتحديداً في الذكرى السنوية الأولى لثورة 17 تشرين الأول التي أطاحته. فها هو اليوم يرسل وفداً الى الحلفاء والخصوم، طالباً تعهدات بالوفاء للمرسوم الفرنسي ووعداً بإعادة تعويمه، وذلك من دون تقديم تنازلات او جهود شخصية إضافية لربما كانت ستساعده وستساهم في إكمال مهمته.

ويرى المراقبون انّ اخطاء الماضي وخطاياه المتبادلة بين الكتل المتحالفة حيناً، والمتخاصمة احياناً، زاد عليها اليوم حديث الحريري الاخير الذي لم يترك مجالاً للتفاوض، بل صَوّب نحو الجميع خصوماً وحلفاء على حدّ سواء، فباتَ «الصديق» جبران باسيل خصماً بعد وئام دام سنين طويلة وبعد تسوية أراحت الحريري الى حد كبير من تَحمّل المسؤوليات تاركاً إدارتها الى باسيل، إلا أنه اليوم يناضل وحيداً مُتكئاً على دعم «الثنائي الشيعي» داخلياً والفرنسي خارجياً. كذلك رأى الحريري في إطلاته الاخيرة «انّ «القوات تعمل مصلحتها»، ولا يهمها تعويمه ولم تقف معه في الأيام المفصلية، وربما لهذا السبب بعث بموفديه الى «الحليف الحكيم» و»الصديق جبران»، مكتفياً بزيارته لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

إشترط عدم مشاركة الاحزاب في الحكومة التي يريد ان يؤلفها «حكماً»، وقد حدد برنامجها وأكد انّ صلاحياتها تنتهي بعد 6 اشهر، فيما جنبلاط بَدا أمس وكأنه يساوم بعدما كان قد أعلن الطلاق مع الحريري ووفده أمس الأول ؟

واذا كان الحريري يريد ان يكون الاستثناء فماذا يريد الثلاثي جنبلاط وجعجع وباسيل؟ هل كانوا يفضّلون ان يزورهم الحريري شخصياً للمفاوضة؟ ولماذا لم يزرهم؟ وهل نيّتهم مثلاً المشاركة شخصياً في الحكومة على قاعدة انّ الحريري هو ايضاً رئيس حزب سياسي ولا ينبغي ان يكون الاستثناء في حكومة الاختصاصيين؟

«القوات»: نرحّب بالوفد… ولكن

نظرة «القوات» الى زيارة الوفد الحريريّ لمعراب كانت ايجابية، خصوصا انه كان برئاسة السيدة بهية الحريري التي تكنّ لها «القوات» كل مودة واحترام وتقدير. وقالت مصادر «القوات» انّ «الجلسة كانت بين فريقين سياسيين قريبين بعضهما من بعض، وبالتالي ان لا شيء يبَدّل في موقف «القوات»، سواء في حضور الحريري شخصياً ام في عدم حضوره، لأنّ المسألة متعلقة برؤية سياسية وطنية لا علاقة لها بالمواضيع الشخصية، وقد عَبّر جعجع عن هذا الامر بقوله «انّ الحريري صديق ويبقى صديقاً، وانّ هناك ملفات كثيرة نلتقي فيها مع تيار «المستقبل» وسنبقى، إلّا انّ هذا الامر شيء ورؤيتنا للحكومة المقبلة أمر مختلف تماماً ولا علاقة لها بالشكل مطلقاً»، بمعنى انه لو زار الحريري شخصياً معراب لكان الحكيم ناقَشه تماماً مثلما ناقش السيدة بهية والوفد المرافق، لأنّ هذا النقاش يتصل بالقناعات والافكار، ولا علاقة له بالشكل». لقراءة المقال كاملاً إضغط هنا.