في حديث مع الصحافية جويس كرم، أعرب إبراهيم عن أمله في تعزيز عمليات تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الولايات المتحدة والعمل على الإفراج عن المزيد من الرهائن الأميركيين المحتجزين في إيران وسوريا.
في التقرير الذي نشرته صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية، أوضحت كرم أنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب استقبلت إبراهيم استقبالاً حاراً على الرغم من علاقته الوثيقة بـ”حزب الله”، واصفةً المحادثات التي عقدها حول الرهائن الأميركيين وتبادل المعلومات الاستخباراتية بالإيجابية.
ولفتت كرم إلى أنّ إبراهيم التقى مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين ومديرة “CIA” جينا هاسبل ووكيل وزير الخارجية ديفيد هيل “على الرغم من أنّ المسؤولين الأميركيين كانوا حذرين من الزيارة”.
ورأت كرم أنّ اللقاءات التي عقدها إبراهيم تعزّز التغيّر التدريجي في العلاقات الأميركية-اللبنانية على مدى الأعوام الـ15 الماضية؛ فقبل انسحابها من لبنان في العام 2005، تولت دمشق التنسيق مع الاستخبارات الأميركية في ما يتعلق بمسائل مرتبطة ببيروت وتحرير الرهائن. وعلّقت كرم بالقول: “لكن اليوم، يتطلّع إبراهيم إلى العلاقات الناشئة ولكن المتنامية مع الولايات المتحدة لجهة تبادل المعلومات الاستخباراتية”. وفي هذا الإطار، نقلت كرم عن إبراهيم قوله: “تربطنا علاقة عمل جيدة مع الأميركيين وأنا متفائل”.
كرم الذي ذكّرت بدور إبراهيم في الإفراج عن الأميركي سام غودين من سوريا واللبناني الحائز على البطاقة الخضراء نزار زكا من إيران، أوضحت أنّ الإفراج عن الصحافي الأميركي أوستين تايس (مخطوف منذ العام 2012) من سوريا يقع على رأس أولويات إدارة ترامب؛ في آذار الفائت، بعث ترامب رسالة إلى نظيره السوري بشار الأسد حثّه فيها إلى إطلاق سراح تايس.
وبحسب ما كتبت كرم، فإنّ إبراهيم يُعدّ وسيطاً أساسياً في قضية تايس، حيث تردد أنّه بحث الأمن الحدودي وعمليات التهريب في دمشق في أيار الفائت. وفي حين أكّد أوبراين لـ”ذا ناشيونال” أنّ بلاده “واثقة من أنّ تايس على قيد الحياة”، رفض إبراهيم إعطاء تفاصيل قائلاً: “ما من تأكيدات حول وضعه”، بما في ذلك ما إذا كان على قيد الحياة أم لا، وفقاً لما أوردته كرم.
من جهتها، قالت مصادر ديبلوماسية لكرم إنّ الانسحاب الأميركي الكامل من سوريا يمثّل أحد المطالب التي تدرسها دمشق مقابل الإفراج عن تايس، علماً أنّ دمشق لم ترد على الرسالة الأميركية.
ماذا يقول الخبراء؟
في قراءتها، وصفت الباحثة في معهد الشرق الأوسط رندة سليم إبراهيم بأنه “وسيط أساسي في قضايا الرهائن”، قائلةً: “إبراهيم في موقع يخوّله الوفاء بالتزامه في ما يتعلق بملف الرهائن المحتجزين في سوريا وإيران”.
وأوضحت سليم أنّ إبراهيم يتمتع بعلاقات “ممتازة” مع قادة “حزب الله”، مضيفةً أنّه نسج على مر السنوات الماضية شبكة من العلاقات الشخصية والمعارف مع مسؤولين سوريين وعراقيين وإيرانيين كبار على المستوييْن الاستخباراتي والسياسي.
من جانبها، اعتبرت الباحثة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، حنين غدار، زيارة إبراهيم إلى واشنطن بمثابة “فوز للنخبة السياسية اللبنانية التي يدعمها حزب الله”. وقالت غدار إنّ الزيارة تمثل “خطوة جيدة في سبيل كسر حالة العزل التي تعيشها الحكومة والنخبة السياسية في لبنان”، مشيرةً إلى أنّ النخبة السياسية اللبنانية وعلى رأسها “حزب الله” وحلفاؤه، يحاولون استخدام المحادثات مع الولايات المتحدة لتفادي عقوبات جديدة قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية. وتابعت غدار بالقول إنّ السياسيين اللبنانيين يأملون اجتياز المحن في انتظار 3 تشرين الثاني، وذلك بعد انطلاق محادثات الترسيم وزيارة إبراهيم. وفي تعليق على الاستقبال الحار الذي تلقاه إبراهيم في واشنطن، قالت غدار إنّه يمثّل “ازدراءً” للبنانيين في الشارع، داعيةً الولايات المتحدة إلى “مواصلة دعم الشعب اللبناني والضغط على المسؤولين اللبنانيين وتفادي بعث رسائل متضاربة”.
جائزة جيمس فولي
تسلّم إبراهيم في واشنطن جائزة “جيمس فولي” الرفيعة لجهوده في الدفاع عن الرهائن. وتُعتبر هذه المرة الأولى التي تنال فيها شخصية غير أميركية الجائزة. ومُنحت الجائزة لإبراهيم تكريماً لجهوده في الإفراج عن غودوين وزكا.