وفي الوقت الذي يراهن جزء من اللبنانيين على وصول الرئيس الديموقراطي جو بايدن الى البيت الأبيض ليتوقع انفراجات في الساحة اللبنانية والمنطقة، يعتقد آخرون انّ من الصعب ان يكون ذلك ثابتاً. فالتجارب السابقة لم ترهن سياسة واشنطن الخارجية برئيس ديموقراطي او جمهوري. فأصحاب الدعاء والتمني بعودة الديموقراطي الى البيت البيض يعتقدون انه سيكون أكثر انفتاحاً ويمكن ان يقود الى الانفراج المتوقع في لبنان والمنطقة، فيما يتوقف الآخرون امام بعض المحطات التي تقلل من أهمية هذه النظرية الى حدود مناقضتها لاقتناعهم انّ في واشنطن عاصمة اكبر دول العالم “إدارة عميقة” تحكم، وأي تغيير يعكسه توجّه الرئيس سيكون محدوداً جداً، سواء كان جمهورياً ام ديموقراطياً.
وتأسيساً على النظرية الثانية، يقول احد الديبلوماسيين: إذا أجرينا جردة سريعة للعقود الرئاسية الأميركية، نلاحظ انّ الجمهوريين أمضوا سنوات اكثر من الديموقراطيين في البيت الأبيض، ولم يشهد لبنان أيّاً من الانفراجات في عهودهم لِيُهلّل وليُمَنّن البعض النفس بفوز بايدن في الرابع من الشهر المقبل بدلاً من دونالد ترامب، وليدخل البيت البيض في 20 كانون الثاني المقبل، فلا شيء يمكن ان يتغير بسهولة. وهو استند في قراءته الى المراجعة التاريخية الآتية:
ترافَق استقلال لبنان عام 1943 مع وجود الرئيس الديموقراطي فرانكلين روزفلت (1933- 1945)، وخلفه ديموقراطي آخر هو هاري ترومان (1945 – 1953)، وهو من استخدم القنبلة الذرية في هيروشيما وناكازاكي لاستعجال استسلام اليابان والفوز في الحرب العالمية الثانية قبل ان يقود “مشروع مارشال” لإعادة اعمار اوروبا، فقدّم نموذجين متناقضين بوجهَيهما الإجرامي والاعماري. ومن بعده دخل الى البيت الأبيض الرئيس الجمهوري دوايت ايزنهاور (1953 ـ 1961)، قبل ان يستعيد الديموقراطي جون أف كينيدي الرئاسة الاميركية عام 1961 والذي اغتيل في العام 1963، ليغيب من بعده الديموقراطيون عن البيت البيض لمصلحة الجمهوريين، فكانوا على التوالي ريتشارد نيكسون (1969 – 1974)، ومن ثم جيرالد فورد (1974 ـ 1977)، ومن بعده رونالد ريغان (1981 ـ 1989)، ثم جورج بوش الاب (1989 ـ 1993)، قبل ان يعود الديموقراطي بيل كلينتون الى البيت الابيض لدورتين (1993 ـ 2001) ويخلفه الجمهوري جورج بوش الإبن (2001 ـ 2009)، فالديموقراطي باراك اوباما (2009 – 2017)، إنتهاء بوصول الجمهوري دونالد ترامب عام 2017.
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.