الحريري – جنبلاط: العلاقة ‘المشفّرة’.. الشتاء والربيع السياسيين في فصل واحد

21 أكتوبر 2020
الحريري – جنبلاط: العلاقة ‘المشفّرة’.. الشتاء والربيع السياسيين في فصل واحد

كتب عماد مرمل في “الجمهورية”: من أبرز العلامات الفارقة التي تطبع العلاقة بين الرئيس سعد الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط انّها متقلبة ومتلونة، تأخذ شكل المرحلة التي تمرّ فيها او المصلحة التي ترتبط بها، من دون أن تستقرّ على ثوابت صلبة مضادّة للتحوّلات.

صار كل من سعد الحريري ووليد جنبلاط يفهم على الآخر، ويجيد فك شيفرته السياسية. لا الخصومة بينهما تصل إلى حدود اللاعودة ولا التفاهمات الموضعية تبلغ سقف التحالف المتماسك.

وهكذا، يمكن للمراقب أن يلاحظ كيف انّ الرجلين اختلفا ثم اتفقا مرات كثيرة خلال السنوات الماضية، وتقلّبا على صفيح ساخن تارة وبارد طوراً، من دون أي حرج، إلى درجة انّ الأمر كاد يصبح «تقليداً سياسياً».

وعندما تذهب القواعد الشعبية للحريري وجنبلاط بعيداً في الانفعال والتوتر عقب نشوب اي نزاع، يكون الرجلان في الوقت نفسه حريصين على عدم إقفال خط الرجعة، وتحين الفرصة او اللحظة المؤاتية لإعادة وصل ما انقطع، على قاعدة خدمة المصالح المتقاطعة التي تبقى فوق اي اعتبار.

حين يرفع جنبلاط او الحريري نبرته السياسية ضد الآخر، كما حصل اخيراً في شأن المبادرة الفرنسية والملف الحكومي، يعرف كلاهما ضمناً انّ هذه عاصفة ما قبل الهدوء، ومحاولة لتحسين شروط التفاوض قبل معاودة الحوار بينهما.

انّها علاقة مركّبة، تختزن الشيء وضدّه، وتجمع الشتاء والربيع السياسيين في فصل واحد. لا زواج ولا انفصال، بل مرتبة في الوسط تلبّي احتياجات الجانبين وتداري حساباتهما، كلما اقتضت الضرورة.

من الواضح ان ليس في مقدور الحريري ان يتخلّى كلياً عن جنبلاط مهما قسى عليه، كما فعل في اطلالته الاعلامية الأخيرة، وكذلك ليس في مقدور رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» ان يتحرّر من رئيس «تيار المستقبل» مهما تجاهله، كما شعر جنبلاط مع بدايات ترشيح الحريري لنفسه الى رئاسة الحكومة.

واذا كان ما يفرّق الرجلين على أكثر من مستوى ليس بسيطاً، الّا انّ ما يجمعهما في المقابل ليس هامشياً، بدءاً من النوستالجيا المرتبطة بالموقف الذي اتخذه جنبلاط بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وصولاً الى ضرورات تبادل «الخدمات السياسية» التي تبيح المحظورات، في نظام طائفي يرتكز على المحاصصة والتسويات الهجينة.

لقراءة المقال كاملا اضغط هنا.