وإذا كان الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري يستند إلى ما سبق أن سمعه من باسيل خلال لقائه في الاستشارات النيابية غير الملزمة في مجلس النواب، من أنّه سيسير “سلفاً” بأيّ اتفاقٍ يعقده مع الرئيس عون، فإنّ هناك من يشير إلى أنّ الأخير دعا الحريري صراحةً أكثر من مرّة إلى “التشاور مع الكتل” لحسم بعض النقاط العالقة، والمقصود بـ “الكتل” في هذا المضمار ليس سوى باسيل نفسه. وقالت مصادر متابعة، إن “بوادر العقدة المسيحية بدأت بالظهور، وإن كان مستبعداً أن تطيح الأجواء التفاؤلية”، مشيرة إلى “عودة العوامل الشخصية، معطوفةً على النكايات السياسية، للتحكّم باللعبة ككلّ، خصوصاً وسط انعدام التواصل بين الحريري وباسيل”.
العقدة المسيحية تفرمل اندفاعة الحكومة
توحي كل المعطيات في لبنان أن طريق تأليف الحكومة الجديدة سالكة وآمنة من دون حواجز، وتشي بأن عملية ولادتها وشيكة وباتت في خواتيمها. لكن ما يسرب من معلومات يبدو غير متطابق مع المسار الحقيقي الذي تسلكه الأمور إذ لا تتردّد بعض الأوساط في ربط “التأنّي” الذي ذكره رئيس الجمهورية ميشال عون في بيانه، أمس الأول، برغبة رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، الذي يصرّ على أن يمرّ الاتفاق الحكوميّ من خلاله.