العقدة الدرزية تفرمل الاندفاعة الحكومية… عون وعد فهل يلبي الحريري؟

31 أكتوبر 2020
العقدة الدرزية تفرمل الاندفاعة الحكومية… عون وعد فهل يلبي الحريري؟

كتبت كارولين عاكوم في “الشرق الأوسط” رغم إصرار المعنيين بتشكيل الحكومة على بث أجواء تفاؤلية، بدأت تظهر عقد قديمة جديدة، آخرها تلك المرتبطة بالتمثيل الدرزي الذي من شأنه أن يحسم عدد الوزراء في الحكومة، بين 18 و20 وزيراً.
وتنطلق هذه العقدة من إصرار “الحزب التقدمي الاشتراكي” على الحصول على الحصة الدرزية، بناءً على اتفاق بينه وبين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، فيما ظهر أن رئيس الجمهورية ميشال عون، كان قد وعد رئيس “الحزب الديمقراطي” النائب طلال أرسلان بوزير درزي في الحكومة، كما تقول مصادر مطلعة على الاتصالات لـ”الشرق الأوسط”. وتشير المصادر إلى أن عون يسعى لهذا الهدف إلى رفع عدد الوزراء إلى عشرين، فيما يدفع الحريري باتجاه حكومة من 18 وزيراً، علماً بأن أرسلان رفض تسمية الحريري، وشنّ عليه هجوماً عشية الاستشارات النيابية.
وأكد النائب في “الحزب التقدمي الاشتراكي” بلال عبد الله، لـ”الشرق الأوسط”، أن رئيس الحزب وليد جنبلاط، كان طلب من الحريري احترام البيئة الدرزية بنوعية الوزارة التي ستخصص لها، ووعده الأخير بأن تكون الحصة الدرزية للاشتراكي، أي أن يسمي، على غرار الأفرقاء الآخرين، الوزراء الدروز. وقال عبد الله إنه “إذا كانت الحكومة من 20 وزيراً ستكون الحصة الدرزية وزيران للاشتراكي، وإذا أصرّوا على عكس ذلك، فليكن وزير درزي وآخر مسيحي (كاثوليكي أو ماروني) للاشتراكي، وليمنحوا هم أرسلان وزيراً من حصتهم”، معتبراً أن هناك في محيط الرئيس ميشال عون من يحاول ابتزاز جنبلاط والاشتراكي على غرار ما حصل عند تشكيل حكومة الحريري الأخيرة، وأتوا حينها بالوزير صالح الغريب.
في المقابل، ينشط خصوم “الاشتراكي” منذ اليوم الأول لتكليف الحريري للمطالبة بوزير درزي في الحكومة العتيدة. وبعدما قام أرسلان برفقة وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال رمزي المشرفية، بزيارة رئيس الجمهورية بعد يوم على تكليف الحريري، وكذلك فعل رئيس حزب “التوحيد” النائب السابق وئام وهاب؛ عقد أمس أرسلان ووهاب اجتماعاً طالب بعده الأخير بـ”عدم نسف التوازنات” في الطائفة الدرزية. ولفت وهاب، في حديث تلفزيوني، إلى أن “حكومة من 18 وزيراً ستسبب مشكلة، ولها استهداف واحد هو إبعاد الفريق الدرزي الثاني، ونحن لا نقبل بوزير واحد للطائفة الدرزية”، متمنياً على جنبلاط ألا يقبل بذلك.
ودخل رجال الدين على خط “العقدة الدرزية”، حيث قال المكتب الإعلامي للشيخ نصر الدين الغريب، (المحسوب على أرسلان)، إن الغريب “يتابع المشاريع المشبوهة القائمة على النكايات والغايات السياسية في موضوع الحكومة المزمع تشكيلها، حيث إرضاءً لأهوائهم يصرون على حكومة من 18 وزيراً يتمثل فيها الدروز بوزير واحد، ويرفضون صيغ الـ16 أو الـ20 فقط، لأنها تمنح مكوناً مؤسساً لهذا الكيان وزيرين”.