ولفــت حنكــش في تصــريـــح لـ «الأنباء» الى أن السلطة في لبنان فشلت بكل شيء، الا بالمحاصصة، فسجلت رقما قياسيا مقارنة مع الدول الاكثر فسادا في العالم، بحيث تقاسمت مجلس النواب، والتعيينات المالية والادارية والقضائية والعسكرية، والوظائف العامة، وودائع الناس في المصارف، وحتى نيــترات الأمونيوم، وها هي اليوم تتقـــاسم الحقائب الوزارية بصـــورة مقرفة ومقيتة، معـــربا ازاء ما تــقدم، عن عدم استغرابه للآلية التي يعتمدها الرئيس الحريري في تشكيل الحكومة، علما انه استقال استجابة لمطالب الثورة بتشكيل حكومة مستقلين واختصاصيين من خارج المنظومة السياسية الحاكمة.
ورداً على سؤال حول ما قاله احد القادة في تيار المستقبل، بأن ما يهم الرئيس الحريري هو ان يكون فريقه الاقتصادي في الحكومة متجانسا، كمدخل اساسي لنجاح حكومته في مهمتها الانقاذية، أكد حنكش ان نجاح الحكومات يكمن بترابط العمل بين الوزراء، ولا يمكن بالتالي ربط نجاحها بالفريق الاقتصادي وحده، مشيرا الى ان العملية الانقاذية تتطــلب الوحـــدة والتكامل والتجانـس في القرار التنفيذي، لان وصول البلاد الى الافلاس، كان نتيجة طبيعية لتفكك العمل الوزاري في الحكومات المتعاقبة، الامر الذي احبط استقلالية القضاء، فعم الفساد المؤسسات الرسمية، وتراجعت الاستثمارات والمساعدات الخارجية، اضافة الى انه هز عواميد السيادة، المتجسدة بوزارتي الدفاع والداخلية وسائر المؤسسات الامنية، ففشلت في ضبط السلاح المتفلت وغير الشرعي، والاخطر انه انتج سياسات عقيمة في وزارة الخارجية، فاسقط ثقة العالمين العربي والغربي بلبنان.
“الى الاسوأ در” ختم حنكش، معتبرا تكرار الخطأ، تكرارا حتميا للنتيجة، وبالتالي للفشل، ما يعني من وجهة نظره، ان ما نشهده اليوم من محاولات لبث الطمأنينة في نفوس اللبنانيين، ومن انخفاض في سعر صرف الدولار الاميركي، ما هو الا اجراء مصطنع وترقيـــع مؤقــت، لا بل هروب الى الامام، حيث السقطة المدوية، فكما منع الرئيس الحريري من العمل في حكوماته السابقة، سيمنع في حكومته المرتقبة من تحقيق اي انجاز انقاذي، “الوجوه نفسها تعني الدوامة نفسها، ومتاهة لا مخرج منها”.