كورونا فضح النظام الصحي… الأهالي يوقّعون رسمياً على مصير أطفالهم

3 نوفمبر 2020

كتبت نوال نصر في “نداء الوطن” نقول يميناً يقولون شمالاً، نقول ثوراً يقولون إحلبوه، نقول أقفلوا يقولون “ما بيخلونا”، نقول لا تقفلوا يقولون “الحالة بالويل”… هذه حال “أهل البلد” وحال “المسؤولين” في لبنان غير المسؤولين الذين “يولولون” ليل نهار بالآتي “كورونياً” ويتركون الشعب المرعوب لحالِه! فما المنفعة من وجودهم؟ وماذا عن الخطر الداهم و”النص إقفال” والإقفال الدائم إذا تقرر؟ وماذا عن أصوات التهدئة التي تبتسم مرددة: ترووا، وعن المدارس التي تُجبر أولياء الأمر على التوقيع: نحن مسؤولون عن إصابات أطفالنا؟

صوتُ رئيس لجنة الصحة العامة النائب عاصم عراجي يُنبئ بالقلق الكبير من أيام سوداء آتية. وهو لا يتذمر من الإعادة أمام الإعلام “بأن أسرّة كورونا في كل المستشفيات تكاد تمتلئ بالكامل والإصابات كثيرة في صفوف الكادر الطبي”. هو يُكرر هذا الكلام يقيناً منه “أن في الإعادة إفادة”. لكن، المصيبة الكبرى، أن الخائف يخاف أكثر وغير المبالي يقهقه بقوة. والعمل؟ كورونا مش مزحة. هناك من نعرفهم ماتوا. الأعداد تزيد والأسرة تقل والخطر يكبر. والمسؤولون لا يرسونَ، كما في كل شيء، على برّ. لكن، حين يتعلق الأمر بالصحة لا يعود الأمر كأي أمر.

الكادر الطبي أصيب في الصميم. والممرضات والممرضون الذين هم الرئة في هذا الزمن يهاجرون. والسؤال، هل هناك ما يُطمئن؟ نقيبة الممرضات والممرضين في لبنان الدكتورة ميرنا ضومط قلقة لِما قد تؤول إليه الحال لكنها تُطمئن إلى وجود “1200 ممرض وممرضة تخرجوا للتوّ وسيخضعون في خلال أيام الى إمتحان الكولوكيوم وهم جاهزون للنزول الى “المعركة” والمواجهة”. لكن، هل هؤلاء مدربون؟ ألا يحتاج كورونا الى بروتوكولات مختلفة وتدريب مختلف؟ تجيب “صحيح أن هؤلاء لا يملكون الخبرة لكنهم يملكون المعلومات ويمكن للمستشفيات أن تستعين بهم في الأقسام العادية في الفترة الأولى، على أن تحوّل من يملكون الخبرات الى أقسام كورونا ليُشكلوا خط الدفاع الأول”.

هناك، بحسب ضومط، “9500 ممرض وممرضة في لبنان، وأصيب منذ شباط الماضي نحو 1400 عامل وعاملة في القطاع الصحي، وهناك ممرضة واحدة كانت تعمل في مستشفى الزهراء توفيت بسبب انتقال عدوى كوفيد-19 إليها”.

البلد “قايم قاعد”. الخوف كبير. وكلنا ننظر في عيون بعضنا بعضا خوفاً على بعضنا أو من بعضنا. لكن، هناك من ينشطون في عالم الوبائيات ويحاولون طمأنة الناس بدل إثارة الرعب فيهم. أستاذ الوبائيات الدكتور سليم أديب واحد من هؤلاء. فعلام يرتكز؟ وهل له أن يُطمئننا الى غد نراه قاتماً أسود؟

يملك أديب أربعين عاماً من الخبرة في علم الوبائيات وصحة المجتمع. وهو يملك اختصاصاً في هذا المجال بالذات. وسبق وتعامل مع أكثر من وباء في لبنان وخارج لبنان. فلنستفد من معلوماته بدل الاتكال على التلميحات والانطباعات. هو يبتسم لسؤالنا عن مصيرنا المتوقع ويقول “تشير المعلومات الى ان الوباء كسائر الأوبئة ليس جامداً في مكانه بل متغيّر. فهو تغيّر كثيراً منذ شباط الماضي حتى تشرين هذا”. للأسوأ؟ يجيب “ليس بالضرورة، لكن ما حصل هنا ان الهلع الذي نشعر به مرده الفساد المستشري في نظام الصحة في لبنان. فما حصل ان كوفيد-19 أتى ليضع النظام الصحي تحت الضغط ويكشف بوضوح الإشكاليات الهائلة التي نحن فيها. فالقائمون على مسار الوباء لا يملكون لا الخبرة ولا العلم”.

“الفيروس حاول في شباط الماضي، بعد ان استوردناه، الاستيطان هنا لكننا تمكنا من مواجهته الى ان فُتح المطار بلا رقابة، في ظل تعامل الحكومة معه مثل “البسة” (الهرة) التي اختبأت كي لا تضطر الى التعامل معه بجدية، وبدأنا في استقبال 7000 مسافر في حين نحن غير قادرين على إجراء سوى ألف فحص PCR فقط لا غير، وصرنا نقول للمسافر انتظر نتيجتك اذا كانت ايجابية خلال ثلاثة ايام وهو اصبح “يسوح” في اليوم الرابع لتصله النتيجة في اليوم السادس بعد ان يكون قد نشر الوباء الإيجابي في جسده بين معارفه. هذا هو الخطأ الأكبر الذي وقع فيه لبنان. وأوصل البلد ليُصبح الوباء فيه مستوطناً بعدما كان مستورداً”.

تغيّر الوباء. ومرة جديدة بسبب إهمال وفساد هذه الدولة. وكل هذا، والكلام الى أستاذ الوبائيات “في ظل عدم وجود أحد قادر على شرح ما حصل للعامة”.

لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا