على مدى 5 ساعات عقدت الجولة الرابعة من المحادثات غير المباشرة حول ترسيم الحدود بين الوفدين اللبناني والإسرائيلي برعاية الأمم المتحدة ووساطة أميركية في الناقورة أمس، وشهدت أشبه بحرب خرائط بين الوفدين اللبناني والإسرائيلي.
وتمسّك كل طرف بمطالبه وأظهر تشدداً أكثر من الآخر. وبعد أن طرح لبنان معادلة الحصول على 2290 كلم مربعاً، طرحت إسرائيل خطاً جديداً هو الخط 310 الذي يصل إلى نصف البلوك رقم 5 قبالة شاطئ صيدا.
وهذا الخط يعني أن إسرائيل تطمع بحوالى 1 في المئة من البلوك رقم 10، وحوالى 60 في المئة من البلوك رقم 9، والبلوك رقم 8 كاملاً، وحوالى 40 في المئة من البلوك رقم 5. فما خلفية هذا الكباش، هل هو مجرد رفع سقوف للحصول على النسبة الاكبر ام انها مجرد مماطلة بانتظار المفاوضات الاميركية – الايرانية؟
العميد المتقاعد انطون مراد قال: “التصعيد في الخطوط بدأ من قبل اسرائيل عندما رمت في الاعلام خط الـ 310 درجة والذي يقضم مساحة كبيرة من المياه اللبنانية، ما استدعى رداً من قبل الجيش اللبناني، اعلاميا ايضاً، مفاده أن القانون يسمح للبنان بالقفز فوق الخطوط، ولديه خط مهم يضرب حقلي “تمار” و”لوثيان”، إلا ان هذين الخطين لم يطرحا أمس على طاولة المفاوضات، لا من قبل لبنان ولا العدو الاسرائيلي والتفاوض ما زال ضمن الإطار السابق”.
أضاف: “المفاوضات تحتاج الى ثبات، ولبنان يفاوض ومقتنع بأنه يملك الحق، لذا على من لا يملك الحق ان يتنازل اولاً، اي اسرائيل.
وعندها قد يقابله لبنان ببعض المرونة للوصول الى خط مقبول من الطرفين.
وهنا يأتي دور الوسيط الاميركي لتحريك المفاوضات وإزالة الصعوبات”.
وعن المعلومات المتداولة بأن هناك ضغطا دوليا – حتى ولو حصل ترسيم الحدود – لن يسمح للبنان بالتنقيب قبل عقد اتفاق أساسي ونهائي يجعل الجنوب منطقة آمنة ومستقرة،
قال مراد: “اذا لم يحصل اتفاق، فإن كلا الطرفين لن يتمكنا من استخراج النفط بسهولة، لأن الشركات الكبرى ستتكلف منشآت وملايين الدولارات، ولن تستثمر في جو غير آمن. ومن البديهي ان يعمد الجانبان الى الاستفادة من مهلة الستة اشهر التي اعطيت للمفاوضات.
العدو الاسرائيلي معروف بأنه يراوغ حتى اللحظة الاخيرة.
وسيراوغ طيلة هذه الاشهر”، لافتاً الى “أننا ما زلنا في مرحلة الشك، لكن لبنان جاهز ومرن ولكن ينتظر ان يتنازل الاسرائيلي، لأنه لا يستند في مطالبه الى حجج قانونية، في حين ان لبنان قوي بالقانون.
لكن اسرائيل تراهن على إمكانية تنازل لبنان وعلى السلطة السياسية المفككة.
فلبنان ضعيف بسياسييه الذين يحاولون استثمار كل شيء، حتى في المواقف الوطنية يفتشون عن مصالحهم الخاصة الضيقة.
وعلى اللبنانيين ان يعوا ان الجيش اللبناني يخوض معركة وطنية في المفاوضات وتجب مساندته ودعمه في مهامه”.
ورأى مراد بأن لا يمكن فصل مسار مفاوضات الترسيم عن عمليات التنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما، وهذا يحتاج إلى مسار طويل، قد يستغرق سنوات”، لكنه في المقابل أكد “ان هناك خططاً وتلزيمات وعروضاً وضعت وشركات تقدمت”.
وعن انضمام اسرائيل الى “منتدى غاز شرق المتوسط”، اما لبنان فلا، أجاب: “اسرائيل مستعجلة كي يكون هذا الخط آمنا، وعلى لبنان ان يستعجل ايضا كي يلحق هذا الخط، لأن لا بديل منه”.
وختم مراد: “تم الاتفاق على تحديد 2 كانون الاول المقبل موعدا للجولة الخامسة.
ومن الملاحظ وجود مهلة عشرين يوما حتى الجلسة المقبلة، هدفها افساح المجال امام الوسيط الاميركي للعمل السياسي والتواصل مع الفريقين، حيث سيعقد اجتماعات ثنائية مع لبنان من جهة واسرائيل من جهة اخرى ليرى امكانية ايجاد اي خرق، والملفت في الوسيط الاميركي حتى الساعة، خلافا لما كان متوقعا، انه غير منحاز لاسرائيل، على الاقل ظاهرياً، وهذه نقطة ايجابية”.