تعنّت محلّي بمعالجة عُقد التأليف.. باريس تتجّه لاستبدال مؤتمر الدعم واستبعاد لبنان الرسمي

17 نوفمبر 2020
تعنّت محلّي بمعالجة عُقد التأليف.. باريس تتجّه لاستبدال مؤتمر الدعم واستبعاد لبنان الرسمي

كتبت صحيفة “الأنباء الالكترونية”: فيما الملف الحكومي يتسمّر على طاولة اللقاءات البعيدة عن الإعلام، حيث لا تقدم بأي اتجاه مع استمرار السقوف المتصلبة في الشروط التعجيزية، شهد قصر الإليزيه اجتماعاً بين الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ووزير خارجيته، جان ايف لودريان، مع وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو. وقد كان ملف لبنان في صلب النقاش، على خلفية إمعان الأطراف المعنية بتعطيل الجهود الفرنسية.


مصادر مواكبة لاجتماع باريس أشارت لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى، “عدم التطابق في نظرة الدولتين إلى حقيقة ما يجري في لبنان، وتحديداً بالنسبة لحزب الله، الذي أصرّ المسؤول الأميركي على التعامل معه بوصفه جزءاً من المحور الذي ترعاه إيران في المنطقة وتمده بالمال والسلاح، وقد مكّنته من السيطرة على كل المفاصل السياسية المحلية اللبنانية، وعلى عمل جميع المؤسسات الرسمية، ما جعله يحول دون تشكيل الحكومة، وهو بتحالفه مع فريق العهد ساهم بتعطيل كل شيء وبالأخص المبادرة الفرنسية، والجهود التي تبذلها فرنسا في هذا الصدد”.

ولفتت المصادر إلى أن، “الموقف الفرنسي تمثّل بما كشفه ماكرون لبومبيو بأن تشكيل الحكومة اللبنانية كان ينطلق بخطى مدروسة، وأن الرئيس المكلّف، سعد الحريري، كان على قاب قوسين من إعلان تشكيلته الحكومية قبل عشرة أيام، لكن العقوبات الأميركية ضد جبران باسيل فرملت كل الجهود التي كانت تبذل في هذا الملف”. 

وأشارت المصادر إلى أن، “ماكرون تطرق كذلك إلى حزب الله الذي كرّر وصفه بأنه يمثل شريحة واسعة من اللبنانيين، ويشارك في الحياة السياسية منذ بداية التسعينيات، ولديه ممثلين في البرلمان اللبناني، وقد شارك في كل الحكومات التي تشكلت منذ العام 2005 وحتى اليوم، وعلى هذا الأساس يتم التعامل معه، وليس على أساس ارتباطه بإيران. وطالما أنه يتمثل بكتلة نيابية وازنة، ولديه حلفاء يشكلون الأكثرية اليوم، فمن المستحيل تجاهله وتشكيل حكومة دون مشاركته، أوالتنسيق معه”.

من جهة ثانية، ذكرت المصادر أن ماكرون، وبعد اطّلاعه من موفده إلى لبنان، باتريك دوريل، على أجواء لقاءاته مع القوى السياسية، لم يلمس أي تجاوب يجعله يعتقد أن الحكومة قد تُشكّل في وقت قريب، وهو يدرس خياراته في شأن مؤتمر الدعم الذي كان ينوي عقده أواخر هذا الشهر من دون أن تُشكّل حكومة جديدة، لأن الدول التي كانت مرشحة للمشاركة في هذا المؤتمر ومساعدة لبنان غير متحمّسة لتقديم الدعم في ظل العجز عن تشكيل حكومة، وعليه فإن خيارات ماكرون تتجه إلى عقد مؤتمر إنساني لدعم الشعب اللبناني من دون أن يكون للقوى الرسمية والسياسية أي دور فيه، وإنه أعطى تعليماته للسفيرة الفرنسية في بيروت لإجراء الاتصالات، وإعداد دراسة مفصّلة حول طبيعة هذه المساعدات، والجهات التي ستتولى توزيعها على العائلات الفقيرة، وبالأخص في المجال التربوي على صعيد المدارس والجامعات.

ورغم هذا التباين في مقاربة الشأن اللبناني بين باريس وواشنطن، فإن المصادر نفسها رأت أن استمرار التعنّت المحلي في معالجة عُقد التأليف، وبالتالي إفشال المبادرة الفرنسية، سوف يدفع ماكرون إلى الاقتراب أكثر من وجهة النظر الأميركية.

لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.