وألقى مخزومي كلمة قال فيها: “يشرفني، في مواجهة التحديات التي تعصف بالوطن، أن أتوجه اليوم بتكليف من فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية، إلى كبير من رجالات الإستقلال الأوائل الرئيس الراحل رياض الصلح رحمه الله الذي ناضل من أجل إستقلال لبنان، مفتتحا حياته السياسية بحكم صادر عن محكمة عسكرية فرنسية آنذاك قضى بإعدامه، ومثابرا على التنقل من منفى إلى آخر، ثم معرضا نفسه وأعضاء حكومته الأولى للاعتقال على أيدي سلطات الإنتداب، وصولا إلى تحقيق الهدف المرجو: لبنان الوطن الحر المستقل الذي يضمن كرامة شعبه مراعيا خصوصية كل معتقد وحرية كل رأي، وحافظا عهده للأشقاء العرب جميعا ملتزما قضاياهم التاريخية العادلة”.
أضاف: “رجال الدولة في تلك المراحل الباكرة والمباركة من حياة لبنان جازفوا بسلامتهم من أجل مصلحة الوطن والمواطنين ورفاهيتهم، ولم يفرطوا بهما من أجل مصالح شخصية أو مذهبية. منك يا دولة الرئيس نتعلم. أنت من غامرت لتزرع في نفوس اللبنانيين جميعا محبة واحدة لوطن واحد، أرز الرب لم يعد يرخي بظلاله على بلدة واحدة تتفيَّأ بنعمه، بل غمر الوطن كله متربعا في صدر علم لا يفرق بين طائفة وأخرى.
ومن القرآن الكريم استعرت لفظة صارت قيمة يزود عنها كل لبناني من كل مذهب ودين، من آية تقول: “فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق”. (الأنفال 72)”.
وختم مخزومي: “نعم، بشارة الخوري ورياض الصلح ورفاقهما من رعيل الإستقلال، جمعوا بين قدسية دير الرب وسماحة الإستنصار تحت راية ميثاق مشرف، فكنا لبنان الذي نشأنا على حبه، ولن نرضى بأن تقوم قوة الشر والأطماع بتشويه معانيه وتغليب الوتر المذهبي البغيض. على التزامنا الأخلاقي والوطني الذي به يعم الخير ويفيض. رياض الصلح ورجالات الإستقلال عاشت ذكراكم ودامت لنا ثمار تضحياتكم”.