لم يكن صعبا على من زار الضاحية الجنوبية لبيروت في اليومين الماضيين معرفة أن هناك اجراءات امنية واسعة يقوم بها “حزب الله” من دون معرفة السبب الحقيقي لهذه الاجراءات.
ووفق مصادر متابعة فإن قراءة المشهد السياسي والاقليمي توحي للحزب بأن امكانية قيام تل ابيب بأعمال امنية جدية في لبنان واردة جدا، ويبدو أن الذي حصل في طهران من اغتيال للعالم النووي الايراني كان ضمن سياق متوقع من التوتير.
واشارت المصادر الى أن الحزب يعتقد أن تل ابيب ستستغل عدم رغبة ايران و”حزب الله” بالتصعيد في ظل ولاية الرئيس الاميركي دونالد ترامب من اجل القيام بخطوات امنية او عسكرية تؤمن لها اكبر قدر ممكن من الاهداف والمكاسب.
وتلفت المصادر الى انه في حين ان الاعمال العسكرية المحدودة واردة في سوريا مثلاً فإن الاعمال الامنية مرجحة في لبنان، لأن العمل العسكري سيؤدي الى اشتعال حرب جدية مع الحزب.
وتشبه المصادر الاعمال الامنية المتوقعة او التي قد تفكر اسرائيل بالقيام بها بعملية طائرات الاستطلاع في الضاحية والتي فشلت قبل اكثر من سنة، اذ ان تل ابيب ترغب بإستهداف ما تعتقد انه اسلحة كاسرة للتوازن من دون ترك بصمات.
وتقول المصادر ان “حزب الله” يقوم بإجراءات امنية واضحة في كل مناطق نفوذهن كما انه يعمد الى زيادة اجراءات الحماية للشخصيات الاساسية التي تحيط بها مخاطر..
وترى المصادر ان تأخير “حزب الله” لعملية الرد على مقتل احد عناصره في سوريا منذ نحو ٤ اشهر يعود الى الفكرة نفسها، اي انه لا يرغب في اعطاء تل ابيب فرصة للذهاب الى استهدافات موضعية خلال الاشتباك الاول او خلال الرد على الرد.