وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني يدق ناقوس الخطر … هذا ما قاله عن لبنان!

3 ديسمبر 2020

 وزعت سفارة المملكة المتحدة في لبنان نص مقال لوزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني جايمس كليفرلي، جاء فيه:

“في أواخر شهر تموز، ذهبت إلى لبنان في زيارة افتراضية عبر الفيديو. أبهرتني القدرات الهائلة التي يتمتع بها شعب لبنان، لكن صاحبه انطباع آخر حول ضخامة ما يحتاجه لبنان من إصلاحات جدية. وما هي إلا أيام حتى شاهدت بفزع الانفجار الهائل الذي هز مرفأ بيروت وأسفر عن مقتل وإصابة عدد كبير من الناس، ناهيك عن تدمير البنية التحتية الحيوية والمنازل. أما المرفأ المدمر فقد أصبح الآن بمثابة تذكير قاتم بأهمية أخذ أي تحذير على محمل الجد حال تلقينا له، ورمز لعواقب سوء الإدارة والفساد.

ينبغي لنا، أن نحول دائما دون وقوع الكوارث. بيد أن ذلك في بعض الأحيان خارج استطاعتنا. فنحن لا يمكننا، على سبيل المثال، التحكم في أحوال الطقس ووقف إعصار أو زلزال أو تسونامي. ولكن يمكننا الاستثمار في أنظمة الإنذار المبكر، ووضع خطط لحماية المواطنين والممتلكات والاستثمارات، وضمان وجود القدرات في المكان المناسب، والمبادرة لاتخاذ إجراءات حال تلقينا أي تحذيرات.

يواجه لبنان الآن خطرا متناميا يهدد مواطنيه. هذا الخطر يأتي كنتيجة مباشرة لنموذج اقتصادي فيه خلل. وكما كان الحال بالنسبة للانفجار في المرفأ، فهذه مشكلة من صنع البشر أيضا وكان بالإمكان تفاديها. لقد كان هذا الخطر في العموم صامتا، غير أنه الآن يتعاظم يوما بعد يوم. وباتت حالات الطوارىء وشيكة في التعليم والرعاية الصحية وفي قطاع الكهرباء أيضا. ولكن الخطر الأكثر إلحاحا هو ذاك المتعلق بالأمن الغذائي: لبنان على شفير عدم استطاعته إطعام نفسه.

ففي لبنان حاليا الكثير من المؤشرات التي تبعث على القلق. فأزمة الأمن الغذائي لا تتكشف بصورتها إلا بعد أن تصل إلى أسوأ مراحلها ويقع ما لا تحمد عقباه. ولهذا السبب، يوصف هذا النمط من الأزمات بأنه تسونامي صامت. لبنان بلد معرض لأزمة الأمن الغذائي لأنه يستورد كميات فائقة من المواد الغذائية، فهو يستورد 85% من استهلاكه المحلي من القمح. وفوق هذا كله، هناك ارتفاع مستمر في أسعار السلع الأساسية، فقد بلغت نسبة ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية 141% في شهر تموز من هذه السنة مقارنة بالفترة ذاتها من السنة الماضية.