قلب فرنسا على اللبنانيين، وقلب سياسيينا على الحجر. لم يبق جهد إلا وجربه قادة فرنسا لإيجاد ثغرة في النفق اللبناني المظلم.
واليوم لفت تمني وزير الخارجية جان إيف لودريان الذي كان قد حذر من زوال لبنان قبل أشهر، طرق باب المغتربين اللبنانيين، من خلال دعوتهم إلى الاستمرار في دعم ذويهم في لبنان، والمواظبة على تحويل المساعدات كيلا يسقط البلد نهائيا.
مرة جديدة وجب علينا شكر لودريان ومن خلفه ماكرون، يا سياسيي لبنان إن كنتم تسمعون!.
ومع انتهاء مؤتمر باريس ومغادرة الوزير البريطاني في الساعات الماضية، حذر كليفرلي اللبنانيين من وضع كارثي…
البلاد تعيش أيضا هاجس التساؤلات المالية، والهموم الحياتية، وسط اتجاه إلى رفع الدعم بعد شهرين، وفق اعلان حاكم مصرف لبنان الذي ابلغ المسؤولين انها المهلة المتاحة وفق الاموال المتوافرة لتسديد الدعم.
ومع تقاطع المعلومات عن تأخر تشكيل الحكومة، على رغم الضغط الفرنسي -الدولي، عاد سعر صرف الدولار الأميركي إلى الارتفاع مجددا فوق 8 آلاف ليرة، بعد هبوط سريع، بداية الأسبوع.
وتراوح سعر صرف الدولار في السوق السوداء خلال التداولات اليوم بهامش 8100 ليرة للشراء و8200 ليرة للمبيع.
ومع مرور أربعة أشهر على زلزال مرفأ بيروت، الدمعة لم تجف ودماء الشهداء تسأل عن هوية المجرمين وصوت أهالي الشهداء صرخة في واد ملايين الأسئلة من لبنان والعالم ولا جواب بعد!.
أموال المودعين والدولار الطالبي، والعتمة الآتية لا محالة، بل الخوف من جوع آت… أيقظت من جديد شارعا لم ينم أصلا.
فعلى رغم الانتشار الكثيف للقوى الأمنية، نجحت مجموعة من الحراك المدني بإقتحام احد مداخل معهد الـ Esa في كليمنصو، حيث يفترض وجود حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والسفيرة الفرنسية في الداخل، مع الوزير السابق محمد شقير.
الاقتحام عاد وتجدد مع دخول مجموعة اضافية من المحتجات والمحتجين الى الـ Esa في كليمنصو.
وخلال عملية الاقتحام، تعرض الناشط المحامي واصف الحركة للضر،ب وهو من الذين نجحوا في اقتحام حرم الجامعة، وتم نقله الى مستشفى الـ cmc نتيجة كسور في ضلوعه.
مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون nbn”
بعد الإقفال العام لأسبوعين، دخل ملف التشكيل الحكومي هو الآخر في حالة من الشلل التام، حيث لم يسجل منذ نحو أسبوعين أي لقاء أو إتصال بين بعبدا وبيت الوسط.
في معلومات الـ NBN أن الرئيس المكلف سعد الحريري، وفي آخر زيارة له إلى بعبدا يوم الإثنين من الأسبوع المنصرم، قدم تشكيلة غير مكتملة، فطلب منه رئيس الجمهورية ميشال عون العمل على تقديمها بعد إكتمالها ليناقشها معه، ومنذ ذلك الوقت غابت حرارة الإتصالات ولم تسجل أي لقاءات.
وفي الوقت الذي ترسو الأوضاع الاقتصادية على شفير التوسل يبدو أن الخارج قلبه على لبنان أكثر من اللبنانيين أنفسهم.
في الخارج يرددون نريد مساعدة لبنان، ولكن شكلوا حكومة إنقاذية وطبقوا الإصلاحات. وبعض من في الداخل يتبغددون من دون معرفة الداعي إلى التأخير ليوم واحد في تأليف الحكومة.
وبين تصريف وتأليف، كان لافتا موقف رئيس الجمهورية في شأن ضرورة التوسع في تصريف الأعمال الحكومية، الأمر الذي رأى فيه مراقبون إطالة في مدة التأليف، وتمديدا في طول عمر حكومة التصريف، فيما المطلوب هو حكومة إنقاذ اليوم قبل الغد.
ولكي يزيد الطين بلة، فإن كل الهموم اللبنانية أضيف إليها ما كشفته تقارير أمنية عن خلايا إرهابية نائمة تم ضبط عدد منها، وتجري متابعة بعضها الآخر من الأمن العام وأمن الدولة.
ووفق ما علمت الـ NBN، فإن الخلايا كانت في وضعية الشلل، وتم رصد تحركها مجددا بواسطة أجهزة الهاتف والإتصالات.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون “او تي في”
يعرقلون تشكيل الحكومة الجديدة، ويمانعون اجتماع حكومة تصريف الأعمال، ومن ثم يعترضون إذا قام المجلس الأعلى للدفاع بدوره، في تأمين مصالح اللبنانيين في ظل ما يتهدد البلاد من أخطار.
هكذا، استفاق اللبنانيون اليوم على حملة سياسية بعنوان جديد – قديم، هو الحرص على الطائف، وعلى صلاحيات مجلس الوزراء، علما أن ما يطلبه الناس في هذه المرحلة، يختصر بالتصدي للأزمة المعيشية غير المسبوقة، من خلال معالجة الخلل المالي المتفاقم، والمأساة المتمادية على المستوى الاقتصادي، والابتعاد إلى أقصى حد ممكن عن نهج المزايدات، ومنطق المعارك الوهمية.
كيف يعرقلون تشكيل الحكومة؟ الجواب بات معروفا: من خلال الإمعان في تجاهل الميثاق، والإصرار على تجاوز الدستور، مع الرهان على ضغوط قائمة وعقوبات إضافية محتملة، لإعادة عقارب الشراكة إلى الوراء.
لماذا يمنعون اجتماع حكومة تصريف الاعمال؟ الجواب أيضا صار واضحا: ليس لسبب دستوري او قانوني، بل من باب النكد السياسي، الذي يشاء تحويل التصريف المفترض للأعمال إلى تجميد متعمد لها، ولو كلف ذلك اللبنانيين غاليا في اكثر من ملف ملح.
لماذا يعترضون على دور المجلس الاعلى للدفاع؟ الجواب أيضا وأيضا أكيد: ليس حرصا على الدستور ولا تمسكا بالقانون، بل سعيا إلى ادخال البلاد في شلل اضافي، لأسباب لا تمت الى المصلحة الداخلية بصلة.
لكن، في المقابل، تؤكد مصادر الرئيس سعد الحريري ل (او تي في)، ان رئيس الحكومة المكلف يسعى الى عدم الوصول الى مرحلة يصطدم فيها مع رئيس الجمهورية، مشددة على ان الحريري يكن لرئيس البلاد الاحترام الأبوي، كما وانه لا يريد أن يتخطى مقام الرئاسة.
واليوم، لفتت رسالة وزير الخارجية الفرنسية الى المغتربين اللبنانيين، التي حضهم فيها على مواصلة مساعدة لبنان، مؤكدا الدعم الكامل لبلاده للبنان فيما يقف على شفير الانهيار، على حد تعبيره، مشددا على حتمية التزام الطبقة السياسية بإجراء الاصلاحات اللازمة ومحاربة الفساد.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون “ال بي سي”
خبر عادي أن رائدا متقاعدا في الأمن العام تصل ثروته إلى ملايين الدولارات عدا مئات أونصات الذهب.
خبر عادي أن يكون لمدير عام عشرات المستشارين، ومنهم من دخل مستشارا بعمر الأربعة والعشرين عاما.
خبر عادي أن إشارات السير لا تعمل، أما حركة المرور “فكل سائق وحظو”.
مثل هذه الأخبار تسقط حكومات في بلدان يحترم المسؤولون فيها أنفسهم… وأما في لبنان فكيف تسقط حكومة وهي أصلا مستقيلة؟ وحتى في الحدود الدنيا لتصريف الأعمال تبدو عاجزة، فكيف يمكن تعويمها من خلال اقتراح توسيع تصريف الأعمال؟.
لم تعد الفضيحة في لبنان تحرك شيئا، وكأنها أصبحت مادة تخدير للسلطة بدلا من أن تكون مادة حث وتحفيز للتحرك.
هذه عينة من ملف الفضائح، وأما في السياسة، فيبدو ان كل شيء معلق او مجمد: لا حكومة في المدى المنظور، ولا بديل سوى محاولة توسيع النطاق الضيق لتصريف الأعمال.
اللافت في ردات الفعل على هذا الطلب من رئيس الجمهورية، أن الرئيس المكلف سعد الحريري التزم الصمت وعدم التعليق على هذا الطلب، ربما لأنه لا يريد توسيع الشرخ، الواسع أصلا، بين بيت الوسط وقصر بعبدا.
في ملف كورونا، العداد سجل اليوم 1472 إصابة وإحدى عشرة وفاة.
إقليميا، رياح تقارب: وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو أعلن اليوم أن الولايات المتحدة لديها “أمل كبير” في حل الخلاف الخليجي الذي شهد مقاطعة بين السعودية ودول حليفة وبين قطر منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات.
إيران تلقفت هذا التطور، فأعلنت بلسان وزير الخارجية جواد ظريف، أنها ترحب بالتفاهمات التي أعلنتها الكويت في شأن الأزمة الخليجية.
وكان وزير خارجية الكويت أعلن أن تقدما تحقق صوب إنهاء الخلاف الخليجي.
تأتي هذه الخطوات إثر تطورات عدة، أمنية وديبلوماسية، أبرزها اغتيال أب القنبلة النووية الإيرانية، وتسارع التطبيع بين إسرائيل وبعض دول الخليج، والاهم من كل ذلك انتهاء مرحلة ترامب وقرب بداية مرحلة بايدن.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون “المنار”
لكي لا يتوهم اهل الباطل انهم على حق، ولكي لا يقتل الابرياء من انفجار المرفأ مرتين، كانت نقطة على اول السطر القضائي وضعها (حزب الله) عبر النائب ابراهيم الموسوي.
ومع ان حبل الكذب قصير لكن السنته طويلة، وباتت تلامس السلم الاهلي، اضطر (حزب الله) إلى اللجوء الى القضاء، متقدما بدعوى على مواقع الكترونية ومنصات واشخاص يتوهمون ان الشمس تشرق بصياحهم.
دعوى عسى ان تضع حدا للمضللين والمتاجرين بكل شيء، حتى اوجاع الناس ودمائهم.
فماذا يعني اتهام (حزب الله) بتفجير المرفأ الذي ادى الى أكثر من مئتي شهيد وآلاف الجرحى وعشرات آلاف المشردين؟، وتدمير بيروت عاصمة الوطن والقلوب؟ ماذا يعني هذا الاتهام سوى تهديد للسلم الاهلي، وتحريض الناس والنكء بجراحهم؟ ماذا تعني غير تضليل العدالة عن الوصول الى الفاعل الحقيقي – الذي هو شريك هؤلاء بالقتل واراقة الدماء – اي الاهمال والفساد؟.
دعوى اولى ستليها دعاوى كما قال عضو “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب ابراهيم الموسوي، وكلها ستأخذ صفة الادعاء الشخصي الذي يلزم بتعيين جلسة، واستدعاء المتهم وإصدار الحكم.
احكام قضائية صدرت اليوم عن المحكمة العسكرية بحق عشرات الضباط والرتباء من قوى الامن الداخلي، المتورطين بملفات فساد، في خطوة لافتة يؤمل في أن تنسحب على كل متورط بملفات فساد، عسكريين او سياسيين او موظفين كبارا سرقوا او هدروا المال العام وساهموا بايصال البلاد الى الجحيم الذي تعيشه اليوم.
في السياسة لا جديد حكوميا، فيما المساعي الفرنسية على حالها من دون تحقيق، اي اختراق الى الآن على صعيد تقريب وجهات النظر بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تشكيل الحكومة.
في الاقليم كلفة البلطجة الاسرائيلية – الاميركية ستكون غالية بحسب مراكز الابحاث والمحللين الصهاينة، الذين نقلوا عن الاجهزة الاستخبارتية الصهيونية طلبها من الاسرائيليين توخي أعلى درجات الحذر، وبخاصة العاملين في المفاعل النووي بديمونا، خشية من ان تطالهم عمليات انتقامية ايرانية ردا على اغتيال عالمها الكبير فخري زادة.
مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون الجديد”
الرابع من كانون لم يبرد لهيب الرابع من آب.
أربعة أشهر على جريمة اغتيال بيروت والموت ما زال معتمرا البيوت، والنفوس، وذوي الضحايا.
مئة وعشرون نهارا كانت بطعم الليل على من سار في مراسم وداع روحه، ودفن آماله بين ركام مدينة وحدها الحقيقة لم تحررهم، وظلوا ينتظرونها من محقق عدلي يعاني من التقية السياسية، ومن تحقيقات اختارت من متاجر الفاسدين بضعة موظفين، وأهملت ذوي الرؤوس الحامية، المتربعين على حصانة قاتلة.
وهذه التحقيقات مشت وفق التدقيق الجنائي الإعلامي، الذي اتبعته (قناة الجديد) تحديدا، وجابت المرفأ منذ أول إقلاع السفينة بتشوهها البنيوي الى ميناء بيروت، ورسوها بأطنان الأمنيموم المتفجر والمراسلات القضائية والأمنية التي استغرقت سبع سنوات بين الغرف السياسية.
ونتائج هذه التحقيقات كانت ظاهرة على التوقيفات، لكن الأمر توقف عند هذا الحد رسميا. وأما إعلاميا، فـ (الجديد) مستمرة في الإبحار، وينطلق الزميل فراس حاطوم الليلة في رحلة من جزئين لمطاردة “بابور الموت” من الموزنبيق وجورجيا، وصولا إلى البرتغال وقبرص وتركيا واليونان، انتهاء بلبنان.
هي مطاردة تضع (الجديد) محتواها مرة جديدة برسم القضاء، عله يتحفز على اتخاذ المباردة، والبحث عن حقيقة شحنة الامونيوم، ونيترات ما خلف البحار، بدلا من انتظار تقارير ستتكرم علينا بها أجهزة الاستخبارات الدولية، كنا معكم من لحظة عصف بيروت… بعلامة ظاهرة رفعت شارة الحداد المترافق مع عمل دوؤب قدم كثيرا من الحقائق، وفرض توقيف مديرين وموظفين ومن خلف القضبان إلى القبطان خضنا مسارا لم تؤمنه دولة، لكننا اليوم نسدل الستار على رفع الشارات، ونستكمل العمل ليس بالشعارت فنحن أمام سلطة لا “تفهم بالإشارة”. تتهادى في إصدار النتائج. تتمهل في تأليف الحكومة. تنسف التدقيق الجنائي، وتهوى الرقص على إيقاع الموت.
وعلى مدى سنتنين كاملتين كنا نذكرها ونعيدها الى رشدها: حكوميا عددنا الدقائق والساعات للرئيس سعد الحريري، تحفيزا للتأليف الأول عام ألفين وثمانية عشر.
وبعد السابع عشر من تشرين، كان صوت الناس يتحول إلى عداد بمثابة جرس للسلطة يحصي الأيام للثوار، ولم تنفع الذكرى.
ومع بداية الانهيار الاقتصادي، كانت الجديد بيتا لحملة “صامدون” وجمع التبرعات في زمن كافر، غير أن الحكومة لم تستح، وفعلت ما شاءت، واختارت دعم سلة غذائية، صارت فخر المسخرة، وآخر الشارات جاءت بثوب الحداد على مدينة اغتيلت ولم يعثر على قاتلها.
ننزع اليوم هذا الثوب، لأن الحداد من الآن فصاعدا سيكون على السلطة لكن من دون ترحم ومن أين تأتي الرحمة؟.
من بؤر فساد تفرخ يوميا في الإدارات والمؤسسات الرسمية والأمنية؟ ام من فساد سياسي يتنازع الحكومة ويقتل تأليفها على قاعدة “عليي وعلى أعدائي يارب”؟.
وفي الأعداء من طينة الفساد ما كشفه النائب جميل السيد للجديد اليوم، عن اختلاس الرائد أحمد الجمل أكثر من تسعة عشر مليون دولار، إضافة إلى اختلاس شبكة داخلية في المديرية العامة للأمن العام نحو أربعة عشر مليار ليرة.
وبسرقة مع مفعولها الرجعي، صدرت الأحكام العسكرية على ضباط ورتباء زينت أسماؤهم بعبارات: إختلاس استثمار الوظيفة، إساءة استعمال النفوذ، والإخلال بالواجبات الوظيفية… وهذا الفيض والغيض معا وهو “الجمل بما حمل”، والجمال وغيره من الاثقال الادارية التي ما زالن موضوعة في التصرف، ونمنحها “بدل اتعاب”، ويضاف الى هذا المسار دفعة جديدة من الأتعاب لموظفي برنامج الامم المتحدة undp بدل أتعاب على أشغال شاقة لا نعرف عنها شيئا.
السرقة فاعلة، والحكومة معطلة، حيث لا نور يسطع من أبواب تأليفها، وقد أطفئت كل مصابيح الحلول لتضاء معايير جبران باسيل ووفق معادلة جبران ممثلا بكامل مندرجاته أو لا حكومة، تدخل البلاد النفق المظلم.
وبين شقوق هذا النفق، تظهر إخباريات الخطر الأمني والاغتيالات التي قد تستهدف عددا من السياسيين.
لكن المراجع الامنية المختصة من جيش وقوى امن، لم تزود بتقارير جدية عن المخاوف الامنية التي ظلت في إطار التكهنات في المرحلة الانتقالية الفاصلة بين جمر دونالد ترامب وتبريد جو بايدن.
لا داعي للهلع، لأن معظم السياسيين من نواب ووزراء وقادة احزاب هم مختبئون أصلا من غضب الناس، ولن يفرطوا في أمنهم للخروج الى مطعم.
وهذا الغضب يتفاعل ويثمر في الجامعات، وغدا لن يضيع حق وراءه #طالب.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون “ام تي في”
يقول المثل: عند تغيير الدول احفظ رأسك.
وفي الحالة اللبنانية اليوم, يمكن تحوير المثل ليصبح: عند تغيير العهدين احفظ دولتك.
العهدان المقصودان هما عهد دونالد ترامب وعهد جو بايدن. فالفترة الفاصلة من الان والى تسلم بايدن مقاليد الرئاسة في الولايات المتحدة قد تكون من اكثر الفترات دقة في تاريخ لبنان.
ترامب يريد ان ينهي عهده بقرارات ووقائع تلزم بايدن وفريق عمله، بحيث لا يمكنهما التملص منها أو تجاوزها في السنوات الاربع المقبلة.
والوضع في الشرق الاوسط والملف الايراني هما في طليعة اهتمامات ادارة ترامب.
لذا من غير المستبعد ان يتواصل الضغط الاميركي على لبنان. كما وان موقف ايران ومن يدور في فلكها لن يتغير مبدئيا، لأن طهران تراهن على عامل الوقت وعلى وصول بايدن.
وعليه، فان لا حكومة في المدى المنظور على الاقل. وهو ما يبرر انكفاء الحريري حكوميا، واستنكافه عن زيارة بعبدا ليقدم لرئيس الجمهورية مسودة تشكيلة حكومية. وهو ما يفسر ايضا حديث رئيس الجمهورية بالامس عن ضرورة تفعيل حكومة تصريف الاعمال.
فبحسب اركان الحكم، الوقت الان ليس مناسبا لتشكيل حكومة، بل لمواجهة حالة الفوضى الاتية، والتي لا يدرك أحد شكلها ومداها ونتائجها.
المقاربة الاقليمية والدولية لا تلغي المسؤولية المحلية. اذ من الواضح ان المسؤولين، على اختلاف مستوياتهم، فقدوا اي حس بالمسؤولية، هذا اذا كانوا اساسا يملكون اي احساس! وهو ما اشار اليه وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط في ختام زيارته لبنان، عندما دعا القادة اللبنانيين الى التحرك سريعا لانقاذ البلد من كارثة اقتصادية شاملة ومحققة.
لكن كيف يأتي الانقاذ ممن هم مصدر العلة واساس المشكلة؟ وهل يرجى الاصلاح ممن امتهنوا لسنوات طويلة نهب خيرات البلد وعقد الصفقات المشبوهة والتفنن بانواع اللصوصية؟ في هذه الاجواء، ينعقد الاثنين المقبل اجتماع في السرايا الحكومي للبحث في ملف رفع الدعم، والاقتراحات العملية التي يمكن تطبيقها.
فلماذا تخلت حكومة تصريف الاعمال أخيراعن انكفائها وقررت ان تبحث في الملف الاكثر سخونة؟ هل اقتنعت أخيرا ان الاوضاع اللبنانية المهترئة لم تعد تسمح بالغنج والدلع؟ وهل سينتهي التجاذب اخيرا بين دياب وحكومته من جهة ومجلس النواب من جهة أخرى؟ اجتماع الاثنين هو المحك. فلننتظر.