وعلى رغم من كونها الزيارة الأولى لبيروت، فقد شكّلت في شكلها رسالة واضحة الى المسؤولين اللبنانيين قبل الحديث عن مضمونها، لا سيما عند تخصيص كليفرلي معظم أوقاته للمجموعات الشعبية، بعدما وُصِفت لقاءاته مع السياسيين بالبروتوكولية والاستطلاعية، فيما دخلَ في كثير من التفاصيل خلال لقائه مع قائد الجيش العماد جوزف عون، معبّراً عن دعمٍ مطلق للجيش اللبناني من خلال برامج الدعم الجاري تنفيذها على مستوى الألوية البرية وفي المجالات الاخرى، لا سيما منها التدريب والتجهيز.
امّا في الشأن السياسي، فقد كان واضحاً انّ كليفرلي وَجّه، في مُجمل لقاءاته السياسية، مجموعة من الملاحظات حول أداء السلطة والعجز في تنفيذ الوعد بالإصلاحات. وان لم يَتسرّب شيء من محاضر جلساته مع المسؤولين، إلّا أنّ الناطق الرسمي باسم السفارة البريطانية كان واضحاً عندما أجرى توصيفاً للوضع السائد في لبنان عشيّة بَدء جولته الرسمية، فاعبتر أنّ الزيارة مهمة لتأكيد «دعم المملكة المتحدة لشعب لبنان»، وحَضّ السياسيين على «التحرك الآن لتحقيق الإصلاحات قبل فوات الأوان»، مُضيفاً، عند تعداده مجموعة الازمات في البلاد، انّ «لبنان يمر في حالة صعبة غير مسبوقة في تاريخه: جائحة فيروس كورونا، انفجار 4 آب، انهيار اقتصادي سريع، مأزق سياسي وغياب إصلاحات عاجلة». واعتبر أنّ هذا البلد «على حافّة الهاوية، وسيكون الطريق طويلاً لاستعادة ثقة الشعب اللبناني والمجتمع الدولي». وفي المجال الاقتصادي قال: «انّ لبنان يواجه أسوأ توقعات اقتصادية منذ الحرب الأهلية»، لافتاً الى مخاطر فقدان «الاحتياجات الأساسية للناس، كالغذاء والوقود والأدوية». واستشهَد بما جاء في تقرير للبنك الدولي، بما مَفاده: «سيعيش أكثر من نصف اللبنانيين في الفقر بحلول عام 2021».
وبعيداً من كلّ ما رافَقَ زيارة كليفرلي، فقد كشفت مراجع ديبلوماسية مطّلعة انّ الزيارة أعقبت في توقيتها إجراءات دبلوماسية وأمنية بريطانية جديدة تعني الديبلوماسيين العاملين في لبنان والمنطقة. ولفتت الى انّ قراراً صدر قبل فترة سَبقت زيارة الوزير البريطاني بسحب عائلات الديبلوماسيين الذي يعيشون الى جانبهم، ليس من لبنان فحسب بل من دول المنطقة، والعودة بهم الى بلادهم. وأضافت انّ السفير البريطاني في لبنان كريس رامبلينغ، الذي خضعت عائلته للترتيبات الديبلوماسية الجديدة، قد طلب إنهاء خدماته في بيروت بنحوٍ مُبكر، مُصرّاً على ان تكون عائلته الى جانبه حيثما حَلّ خارج أراضي بلاده. فقُبِل طلبه، على ان يبدأ جولاته الوداعية استعداداً للمغادرة في وقت قريب. وهو ما كان موضوع نقاش عابِر في اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية بالموفد البريطاني، فأشاد بعمل رامبلينغ ومحبته للبنانيين وما سعى إليه من توطيدٍ للعلاقات بين البلدين. شاكراً له رعايته كل أشكال الدعم والمساعدة التي تقدمها بلاده في الحقول الامنية والعسكرية والتربوية والصحية والاجتماعية.
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.