بعد شهر ونصف الشهر من المماحكات السياسية، رمى الرئيس المكلّف سعد الحريري حجرا في المياه الراكدة حكومياً، مقدّماً مساء امس تشكيلة وزارية من 18وزيراً “من الاختصاصيين الأكفاء وغير الحزبيين” لرئيس الجمهورية ميشال عون، بعد لقاء عرضا في خلاله لاتصالات الساعات الاخيرة التي اجراها الرئيس الحريري على هذا الصعيد.
وقابل الرئيس عون خطوة الرئيس المكلّف بـ”طرح متكامل” لتوزيع المقاعد طائفياً، وبالتالي بين الأطراف السياسية، وهو ما رأى فيه المراقبون بوادر “صدام” بين الرئاستين الاولى والثالثة لن يخلو من إستخدام سلاح “الصلاحيات” كما حصل في استحقاقات سابقة.
وفي الاطار، اوضح نائب رئيس “تيار المستقبل” مصطفى علوش لـ”المركزية” “ان الرئيس الحريري قام بواجباته الدستورية، وباتت الكرة الان في ملعب رئيس الجمهورية وفريقه، بالاخص “صهره” رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل”.
وفي حين دعا “ساخراً” رداً على سؤال الى الاتصال بباسيل لمعرفة حقيقة ما يجري على صعيد تشكيل الحكومة، في اشارة الى دوره المعرقل في هذا المجال، لفت الى “ان لا تشكيلة حكومية كما يبدو اذا لم تحظ برضى باسيل”.
واشار الى “ان الرئيس الحريري قدّم تشكيلة حكومية متكاملة من الوزراء المستقلّين غير الحزبيين، وتمثّل معظم المكوّنات الطائفية”، مؤكداً “ان التشكيلة تحترم وحدة المعايير كما طالبت القوى السياسية، لكن يبدو ان فريق الرئيس عون، وتحديداً النائب باسيل يصرّان على الحصول على الثلث المعطّل مع الاحتفاظ بوزارات محددة مثل وزارة الطاقة وهذا ما لم ولن يقبل به الرئيس سعد الحريري”.
اما عن اسماء الوزراء الشيعة، فاعلن علوش “ان الرئيس الحريري تفاهم مع الثنائي الشيعي حول هويتهما، وهو قدّم اسماء لا تستفزّ الثنائي”.
ودعا الى انتظار موقف رئيس الجمهورية، وخصوصاً النائب باسيل من التطورات الحكومية لمعرفة وجهة البوصلة الحكومية.