التقارب الفرنسي – المصري تذليل عقبات الحكومة؟

نادر: التفاوض مع أميركا يهمّ الأفرقاء المهيمنين أكثر

10 ديسمبر 2020
التقارب الفرنسي – المصري تذليل عقبات الحكومة؟

في صلب محادثات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي حضر ملف أزمة لبنان، وفق ما افادت اوساط دبلوماسية غربية، لافتةً إلى أن الأزمة الليبية، والإسلام المتطرف، ومشاكل المتوسط مع تركيا، وموضوع الإرهاب والساحل المغربي كلّها مواضيع بحثها الطرفان خلال القمّة التي جمعتهما.

وكان السيسي وجّه خلال مؤتمر صحافي مشترك في قصر الإليزيه دعوةً مشتركة مع ماكرون إلى جميع القوى السياسية في لبنان لتشكيل حكومة في أسرع وقت وحل الأزمة فيه.

وقال إنه والرئيس الفرنسي قررا تكثيف الجهود مع الاصدقاء في المنطقة من أجل التوصل إلى حل في لبنان، مشيراً إلى أنّ الموضوع اللبناني استحوذ جزءاً مهماً من المحادثات بينهما. فهل يحرّك التقارب الفرنسي – المصري ملف تشكيل الحكومة للضغط في اتّجاه تشكيلها؟ وهل من دور ممكن أن تؤدّيه مصر للمساهمة في حلّ الأزمة المحلّية؟

الخبير الاقتصادي ومحلل شؤون الشرق الأوسط الدكتور سامي نادر أوضح أن “لطالما كان الدور المصري في لبنان أساسياً، وآخره التسوية الرئاسية عام 2009 حيث أدّت القاهرة دوراً رئيسيا في إيصال الرئيس الأسبق ميشال سليمان إلى سدّة الرئاسة، ولطالما كان للوجود المصري مكان في مختلف القطاعات اللبنانية سياسيّاً وثقافيّاً ومخابراتيّاً خصوصاً وأن إضافةً إلى الموقع الجغرافي للبنان ضمن إقليم قريب إلى مصر، تجمع البلدين صداقة تاريخية، ويعدّ الموقع المصري رياديا في العالم العربي إذ أن مصر أكبر دولة عربية ديموغرافيّاً ويتبع لها أهم جيش عربي”.

وإذ لفت إلى أن “الفترة الأخيرة شهدت تقاربا وتعاونا مصريا – فرنسيا في أكثر من مكان مثل ليبيا، وكذلك مواجهة التمدد التركي مصلحة مشتركة للبلدين، إلى ذلك لا ننسى المصالح الاقتصادية المشتركة”، ذكّر نادر أن “هذا التعاون الثنائي كان قائما خلال اجتماعات “سيدر” التي شارك فيها المصريون، ويبدون دائماً استعدادهم للمساعدة في ملف تشكيل الحكومة قدر الإمكان، ولهم حضور في ملف الكهرباء عبر الشركات المختصّة”.

بناءً عليه، لم يستبعد أن “يكون هذا التقارب قائماً”، مستطردا “لكن هل هو كافٍ لتذليل العقبات على طريق تشكيل الحكومة؟” ومجيباً بالنفي، حيث اعتبر أن “هذه العقبات مرتبطة بالصراع الأميركي – الإيراني، والمحاولة الفرنسية للضغط في اتجاه تشكيل حكومة لم تصل إلى نتائج ملموسة رغم كلّ الوعود والالتزامات في قصر الصنوبر، ثم استفقنا فجأةً على إطفاء النار تحت المبادرة الفرنسية لإشعالها تحت المبادرة الأميركية لترسيم الحدود، أي أن الثنائي الشيعي، ومَن وراءه، مهتمّ بمحاورة الأميركيين أكثر من أي طرف آخر، ولا يبدو أن تشكيل الحكومة أولوية للفرقاء المهيمنين على قرار التشكيل، بل ورقة يفاوضون بها مقابل ثمن”.

ورأى أن “إيران تمسك بكافة أوراقها، ولن تفرّط بأي منها، لا بل تعتبر أن تسهيل تشكيل حكومة في لبنان إحداها، كذلك ترسيم الحدود ورقة في يدها، وكلّها تطرح على طاولة المفاوضات بينها وبين أميركا”.

من هنا تساءل نادر “هل تتم الاستجابة للمسعى الفرنسي – المصري؟”، خاتماً “لا أعتقد أن ذلك وارد”.

المصدر المركزية