‘بعبارة سحرية’.. دياب تحت الخطّ الأحمر السني!

12 ديسمبر 2020
‘بعبارة سحرية’.. دياب تحت الخطّ الأحمر السني!

تحت عنوان: “دياب تحت الخطّ الأحمر السُّنّي”، كتب نقولا ناصيف في صحيفة “الأخبار”: عن قصد أو عفواً بحصر قراره بمسؤولية التقصير والإهمال في انفجار مرفأ بيروت، بدل مسؤولية الجناة الفعليين وهويتهم الذين أحضروا أطنان نيترات الأمونيوم وخبّؤوها وحموها إلى أن انفجرت، نقل المحقّق العدلي فادي صوان المشكلة من بحثه عن مجرم إلى صنع بطل جديد.

طوال ثمانية أشهر في عمر حكومته، ثم – إلى الآن وحتى أمد غير معروف – أربعة أشهر في عمر تصريف أعمالها بعد استقالته، لم يحلم الرئيس حسان دياب بهدية ثمينة غير متوقّعة كالتي قدّمها إليه قبل يومين المحقق العدلي القاضي فادي صوان، عندما ادّعى عليه وثلاثة وزراء سابقين بتهمة الإهمال والتقصير في انفجار مرفأ بيروت في 4 آب. ما إن شاع خبر الادّعاء، حتى فُكّ الحصار السنّي الخانق المطبق على دياب من كل حدب في طائفته: ألدّ خصومه الرئيس المكلف سعد الحريري والرؤساء السابقون للحكومة ودار الإفتاء وسائر الشخصيات الدائرة في أفلاك هؤلاء مزيداً إليهم إطلاق العنان لهيئات وجمعيات تدافع عنه في معرض الدفاع عن موقع رئاسة الحكومة.

ما إن أطلق دياب عبارة سحرية فور تبلّغه ادّعاء صوان عليه، وهي أن المستهدف موقعه وليس هو رافضاً التعرّض إلى رئاسة مجلس الوزراء، حتى أضحى الرجل زعيماً في طائفته. لم يعد يُنظَر إليه على غرار ما عومل طوال 33 يوماً من تكليفه، ثم ثمانية أشهر من ترؤّسه الحكومة، ثم حالياً الأشهر الأربعة الأخيرة في تصريف الأعمال على أنه منبوذ في الشارع السنّي، وخارج عليه. لم يكن يزوره أي من أسلافه. بالكاد تستقبله دار الإفتاء أو تتحدث إليه في مناسبات محدودة جداً. لم يُعوّض هذا الفراغ بتوطيد علاقته برئيس الجمهورية ميشال عون، أو رئيس البرلمان نبيه برّي، أو حزب الله.

تصرّف كأنه في غنى عنهم، ويكفيه المنصب. لا شارع سنّياً له كالرؤساء السابقين للحكومة، ولا كتلة نيابية تقف إلى جانبه. أشبه بمقطوع من شجرة. وهو كذلك. مُخوَّن لقبوله دخول السرايا على أنقاض الحريري. مع أنه ليس من رجالات طبقة العقود الثلاثة المنصرمة المتورّطة في الانهيار، إلا أنهم ألقوا عليه كل مثالبهم، فبات جزءاً من المشكلة بعدما صدّق أن ترؤسه الحكومة جزء من الحل.
قيل في رئيس الحكومة المستقيلة أكثر مما قيل في أربعة من أسلافه ظلمهم وجودهم في منصبهم في أسوأ محطات سياسية: سامي الصلح عام 1958 إبان “ثورة 1958″، وأمين الحافظ عام 1973 إبان النزاع المسلح اللبناني ـ الفلسطيني، والعميد أول الركن نور الدين الرفاعي عام 1975 في أولى سني الحرب، وشفيق الوزان عام 1983 تحت وطأة اتفاق 17 أيار والحرب السورية على لبنان.