في مواجهة هذه الحقائق، عمدت الاستخبارات التكنولوجية في كيان العدو إلى متابعة تطور قدرات حزب الله في لبنان وفصائل المقاومة في غزة، مروراً بسوريا ووصولاً إلى طهران، وخلصت، كما نقل موقع «واللا» عن ضابط رفيع في سلاح الجو الإسرائيلي، إلى أنّ «أحداً لا يستخفّ بالعدو. إنه عدو ذكي في عالم الصواريخ وفي سباق التعلم، وهذه مسألة مقلقة جداً».
قبل تناول التهديد النوعي الجديد على عنصر التفوّق الذي يتمتع به جيش العدو، من الضروري التذكير بالإنجاز الاستراتيجي والتاريخي الذي نجح حزب الله من خلاله في تغيير معادلة الصراع مع كيان العدو ،رغم تفوقه التكنولوجي والعسكري والدعم الأميركي والغربي. عبر تحويل جبهته الداخلية، بعناوينها الاستراتيجية والاقتصادية، إلى ساحة استهداف حقيقية، إلى حد أن كبار قادة العدو أقروا في أكثر من مناسبة بأنه لم يعد هناك فرق بين جبهات القتال الميداني على الحدود، وبين الجبهة الداخلية. ومن هنا منشأ نجاح معادلة ردع صواريخ حزب الله – محور المقاومة في مواجهة التفوق الجوي الإسرائيلي.
في محاولة لاحتواء هذا المستجدّ الذي غيّر مجريات الصراع، عمدت مؤسسات التطوير في كيان العدو، على مدار عقد، إلى بناء وتطوير منظومات اعتراض صاروخي متنوّعة. لكن حجم تعاظم القدرات الصاروخية الموازية وتطورها أسقطا الرهان على إمكانية أن تشكل هذه المنظومات عاملاً حاسماً في حماية الجبهة الداخلية، وفي مواجهة هذا المستوى من التهديد.
وجديد إبداعات إيران – حزب الله تمثل بما كشفه تقرير إعلامي إسرائيلي، نقلاً عن ضابط رفيع في الدفاع الجوي الإسرائيلي، عن تحدّ أكثر خطورة يواجه العمق الاستراتيجي لكيان العدو، يتمثل بأن منظومات الدفاع الجوي الصاروخي والجوي (منظومات الاعتراض) التي كان يُفترض أن تحمي الجبهة الخلفية للجيش، أصبحت تحتاج إلى من يحميها. إذ أن الخطر الصاروخي الذي لا يزداد تهديده للجبهة الداخلية، بات يهدد المنظومات التي كان يفترض أن تحبط هذا التهديد. ومن كان يُفترض أن يصطاد الصواريخ في طريقها إلى المطارات والمصانع والمنشآت العسكرية والاقتصادية، أصبحت هي نفسها هدفاً لهذه الصواريخ.
خبراء الدفاع الجوي في إسرائيل يؤكدون أن «الصاروخ الدقيق هو التحدي التكنولوجي الأهم (…)». ولذلك يمثل «أولوية لمنظومة الاعتراض الصاروخي، بعد أسلحة الدمار الشامل». إذ أنه «سلاح استراتيجي قادر على أن يضرب في أي زاوية… ويمكن أن يصل إلى أي مكان ويسمح بضرب أي نقطة مؤلمة لدولة إسرائيل: الدفاع الجوي، رموز السلطة والبنى التحتية”. لقراءة المقال كاملاً إضغط هنا.