‘تايتانيك’ ونشر غسيل.. وسيناريوهان أحلاهما مر!

16 ديسمبر 2020
‘تايتانيك’ ونشر غسيل.. وسيناريوهان أحلاهما مر!

كتب نبيل هيثم في “الجمهورية”: “تايتانيك من دون مايسترو”… هكذا لخّص جان ايف لودريان سيناريو الانهيار اللبناني. ما قاله وزير الخارجية الفرنسي يعكس الإحباط الذي بات السمة الأساسية لديبلوماسية بلاده في لبنان، منذ أن دخلت مبادرة ايمانويل ماكرون في موت سريري. ستجعل زيارة الرئيس الفرنسي الثالثة، والمرتقبة عشية عيد الميلاد، أقرب إلى زيارة وداع لـ»بلد الأرز»، حيث لا لقاءات سياسية على جدول الأعمال، في ما عدا ربما اللقاء البروتوكولي الرسمي مع رئيس الجمهورية، بحسب ما تسرّب من مصادر ديبلوماسية فرنسية.

 

غير أنّ ثمة اختلافات كبرى بين “تايتانيك” الأصلية و”تايتانيك اللبنانية”. في الأولى كان ثمة قبطان متهور، أراد أن يمضي بأقصى سرعة ممكنة إلى برّ الأمان، فعاكسه جبل الثلج الذي فتك بالسفينة الاسطورية. أما السفينة اللبنانية، فمشكلتها ان لا قبطان واحداً لها، وانما قباطنة، يسعى كل منهم إلى جرّها باتجاه مختلف، لتتمزق بين لحظة وأخرى، تقف عندها البلاد وعبادها بين سيناريوهين أحلاهما مرٌ: إما الاحتضار جوعاً بانتظار الانهيار الكبير، وإما القفز إلى بحر مليء بالألغام المتفجّرة.

 

وفيما لبنان ماضٍ إلى الانهيار، الذي بات أقرب مما يتوقعه حتى الأكثر تشاؤماً، والذي بات يُقاس بالوقت الباقي أمام نفاد ما تبقّى من احتياطيات العملات الصعبة، فإنّ كل يوم يمضي تزداد معه الألغام المتفجّرة، ولعلّ أخطرها الملف الحكومي الذي يبدو أقرب إلى الانفجار الأوّل، المحفّز لسلسلة الانفجارات المتتالية التي ستضرب لبنان، ابتداءً من ملف التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، مروراً بالتدقيق المالي الجنائي… وليس انتهاءً بالانفجار الاجتماعي المرتقب، فيما الجوع تجاوز عتبات أبواب اللبنانيين، الذين صارت حياتهم كابوساً مليئاً بالأزمات المعيشية في الغذاء والدواء والوقود والتعليم… وقريباً الكهرباء.

 

من مساوئ قدر اللبنانيين أنّ أحداً لا يأبه بصرخاتهم. هذا ما يتبدّى بشكل خاص، في أنّ الحكومة المنتظرة باتت معلّقة على حبال المحاصصة ما زال البعض مصراً عليها، كما لو أنّ شيئاً لم يتغيّر في البلد، وهو ما تعكسه المواقف التي تتسرّب في كل زيارة يقوم بها الرئيس المكلّف الى القصر الرئاسي، وآخرها الزيارة، التي كشفت المستور، لا سيما بعد حرب البيانات التي بدت أقرب إلى نشر الغسيل، واتخذت شكل رسالة مفتوحة نشرها «الباب العالي» في «الديوان السلطاني» العوني، الوزير السابق سليم جريصاتي، وما تلاها من ردّ صادر عن المكتب الاعلامي لسعد الحريري وآخر من كتلة «تيار المستقبل».

 

على أساس ما يمكن قراءته بشكل مباشر في حرب البيانات، أو ما بين سطورها، هو أنّ لغمين يعترضان تشكيل الحكومة الحريرية: الأول هو الخلاف حول الهوية الحزبية للوزراء التي يرفضها الحريري، الذي يتمسك باستقلالية الحقائب الوزارية، على خلاف اصرار رئيس الجمهورية حتى بتمثيل الأحزاب السياسية كافة، بما في ذلك تلك التي اعترضت على تسمية الرئيس المكلّف؛ والثاني، الخلاف حول الثلث الضامن، حيث يصرّ الحريري على قسمة 9 وزراء مسيحيين و9 مسلمين، و 6/6/6، من دون تقسيمات سياسية أخرى، في حين يصرّ رئيس الجمهورية على الاستحواذ على الثلث المعطل بـ 7 وزراء.

 

لقراءة المقال كاملا اضغط هنا