هل أُطلقت رصاصة الرحمة على إمكانية بلوغ خط التفاهم على تشكيلة حكومية؟

17 ديسمبر 2020

تحوّل الملف الحكومي الى ما يشبه حرب اعصاب محتدمة بين كلّ الاطراف المعنية بتأليف الحكومة، حيث يشدّ فيها كل طرف الحبل في اتجاهه، محاولاً لفّه على رقبة الطرف الآخر. وهو ما تعكسه اجواء القصر الجمهوري والفريق السياسي لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، التي تتهم الرئيس المكلّف بمحاولة فرض معاييره على تشكيل الحكومة، التي تتجاوز دور رئيس الجمهورية وموقعه، وكذلك حضور «التيار الوطني الحر» كمكوّن سياسي وازن في منحى متعالٍ غير مسبوق، وغير مقبول. وكذلك اجواء «بيت الوسط»، التي تقرأ في الشروط العالية والإصرار على التحكّم بالحكومة عبر الثلث المعطّل، محاولة لإحراج الرئيس المكلّف سعد الحريري لإخراجه، وهو ما لن يحصل على الاطلاق، مع اصرار الرئيس المكلّف على تشكيل حكومة اختصاصيين من غير السياسيين، وفق مندرجات المبادرة الفرنسية لإنقاذ لبنان وإعادة اعمار بيروت.

اجواء الطرفين كما هو واضح، تشي بأنّ ملف تأليف الحكومة مرشح لأن يبقى معلقاً على خط التوتر العالي بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف الى أمد غير محدّد. وبحسب المعلومات التي توفرت لـ»الجمهورية» من أجواء الطرفين، فإنّ «السجال الاشتباكي الأخير بين عون والحريري، يبدو وكأنّه قد أطلق رصاصة الرحمة على إمكانية بلوغ الرئيسين خط التفاهم على تشكيلة حكومية، اياً كان شكل وحجم هذه التشكيلة. وتتفق اجواء الطرفين على انّ توافق الرئيسين بات يتطلب معجزة، فكل منهما حدّد سقفه وحدّه النهائي، وقرّر ألاّ يخضع لمزاجيّة وإملاءات الآخر».